friday . . . . My vacation day
اذا رأيت مثل هذا المشهد في الصيدلية ... فاعلم ان هذا الزائر مندوب
-----
خلال الاسبوعين اللي قضيتهم في الصيدلية .. زارنا الكثير من المندوبين
---
هكذا يكون المندوب...
يرتدي دائما بذلة و احيانا يستبدل الجرافت بنظارة شمسية
حقيبته مليئة بالاوراق التي لا حصر لها
لبق جدا في الكلام ... واثق من نفسه الي ابعد حدود
لا يختلف في طريقة كلامة عن المذيع سوي في مسألة الكاميرا
يأتي المندوبين الي الصيدليات كل فترة ... و الي العيادات ايضا
- أول مندوب شاهدته كان رجلا كبيرا ناضجا و معه شاب في الثلاثينات من عمره علي ما يبدو يحمل معه حقيبة سوداء
كان كلاهما ضخم البنية ...
كان الهدف من زيارتهما هو الترويج لاحد المنتجات .. و هو لاصق لطاقم الاسنان .. لا يحتاج الي تجفيف الفم و يبقي ملتصقا لمدة 12 ساعة و لا يتأثر بحرارة الطعام او الشاي
كان الامر يشبه الي حد كبييييييييير جدا اعلانات قناة تميمة
ولكن كان ممتعا الي حد ما
يحاول المندوب اقناعك بجودة المنتج حتي تخبر الناس عنه بعد ذلك
---------
تتكرر زيارة المندوبين كل فترة ليسألوا عن مبيعات الدواء الذي تنتجه شركتهم
و يطمئنوا علي معدل البيع و الشراء
كما يسئل بعضهم عن الاطباء القريبين من الصيدلية و عن اماكن عياداتهم
**********************
**************
****
جاءت المرأة العجوز " أم محمد " من يومين .. و طلبت شريط مضاد حيوي flumox و معها علبته الفارغة
لا تعرف هذه المرأة القراءة ,,,اخذت منها العلبة و ذهبت لاحضر الدواء
احضرت لها الشريط و سلمت عليها و اخذت تحكي لي اخبارها كعادتها
و انا ادحرج العلبة الفارغة بين يداي و استمع اليها
ثم....
قالت كلام وقع علي قلبي و عقلي كالصاعقة
قالت لي : انا باخد الدوا كل ساعتين ... اصل جنبي و صدري بيوجعوني اوي يا دكتورة !!
لم استطع ان اخفي دهشتي مما قالت .. تفحصت العلبة التي في يدي فوجدت الطبيب قد كتب عليها " قرص كل 6 ساعات "
جعلتها تنظر لما كتب و لكن لم تفهم طبعا .... فأخبرتها ان الطبيب قد كتب كل 6 ساعات قرصا واحدا
قالت : لا ... اصل الدكتور ربنا يحميه عارف اني مبعرفش اقرأ و عمل لي " شُرَط" علي العلبة بعدد المرات ... نظرت علي الجانب الاخر من العلبة .. وجدت اربع خطوط بالقلم الجاف .. استأنفت المرأة كلامها : و عملي اربع شُرَط يعني كل ساعتين حباية !!!!
قلت لها ان اربع مرات تعني كل ست ساعات .. و اخبرتها ان القرص بياخد وقت علي ما يتهضم و يدب مفعوله
ولا أدري ان كانت اقتنعت ام لا ... ولكنها وافقت و استجابت لما قلته ...الحمد لله
يثق الناس بالطبيب و الصيدلي بشكل جنوني
صدقوني... يعتقد الكثير من الناس اننا لسنا بشرا
و اننا لا نخطئ
و ان كلامنا دائما علي حق
و اننا اذكياء جدا.... حتي و ان كانوا اذكي منا
يكفي ان تري مدي اهتمام المريض بكل كلمة تقولها له لتستشعر هذه الثقة
البسطاء كثيرون جدا ...و للأسف كثير منهم يقع ضحية اهمال الطبيب او الصيدلي
احذروا ...فهذه مسئولية عظيمة
و سنسأل عنها بالتأكيد
لنضع نصب اعيننا دائما : "من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا"
عجيب أمرك ايها البالطو .... تري .. ماذا فعل هذا الزي الابيض ليستحق هذه الثقة العمياء من الناس؟؟
انه لأمر مؤسف ان تري طبيبا او عالما أو صيدلي . . . يرتدي البالطو الابيض و قلبه ملطخ بالسواد
يا رب اهدينا و اهدي بنا ... و علمنا و انفع بنا
آمين
*********************
***********
***
في أحد الأيام الحااااااااارة جدا .... التي لا يكفي الماء فيها لترتوي
دخل علينا ولد عنده ما يقرب ال13 سنة ... أسود الشعر .. أسمر البشرة .. نحيل جدا و يرتدي فانلة النادي الأهلي ....
كان مشهد دخوله غريبا... فلم ينظر الي أحد من الواقفين في الصيدلية
كل تركيزه كان علي الجزء المصنوع من الحديد و الزجاج (مش عارفة اسمه ايه!) الموجود امامي ..
دخل بتركيزه العالي و خطواته السريعة نحو الزجاج .. ثم قام باحتضانه أملا بأن تتسرب بعض الحرارة التي تلهب احشاؤه الي الزجاج ... فيلطف ذلك من قسوة الحر
سألته .....: ما بك ؟؟؟
نظر الي مستغربا ... كأنه لم يتوقع ان اسأله ابدا .. و كأن ما فعله امر طبيعي ... ايه يعني لما نحضن الازاز ؟!!!
قطعت هذا الصمت و قلت له : اجيبلك مية ؟؟؟
قال لي : لا شكرا و ابتسم
اخذت منه الورقة لاحضر له الدواء المطلوب
و بعد ان احضرته سألت عن اسمه ... كان اسمه حسـام
اصبح هذا الفتي صديق الصيدلية
يأتي بشكل يكاد يكون يومي ليحضر دواءا ... او طلبا للفكة ... و ما زلت اشعر بفرحته الشديدة حين يلامس جسده النحيل الزجاج البارد بعد مشواره من البيت في هذا الحر الشديد
***************
*******
***
لا اريدكم ان تشعروا بالملل مني.....سأكتفي بهذا القدر و كل فترة اعرض القليل من المواقف باذن الله
.........
اتمني ان يأتي اليوم الذي انظر فيه الي نفسي في المرآة ... و اشعر بأنني حقا "صيدلانية"
صدقوني يا جماعة ... الصيدلية اكبر بكتيييييير من شوية علب دوا مرصوصة جنب بعض ... و اروع ما فيها الناس اللي بتتعامل معاهم
لم اشعر يوما بانني علي قيد الحياة فعلا كما شعرت و انا اخفف عن احد ..حتي لو اللي عملته بسيط جدا
اي حاجة طالما ربطتها بنية ارضاء ربنا بتاخد من عظمته
شعور بجد لا يوصف ... لم تخلق كلمات لتعبر عنه
ربنا يديم علينا نعمة الصحة جميعا
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا
-----
لا تنسوني من صالح دعائكم
سبحانك اللهم و بحمدك...أشهد ان لا اله الا انت ...أستغفرك و أتوب اليك
~تم بحمد الله~