الحلقة الحادية عشر ( علامة على الطريق )
لم أدرك أنني كنت مستغرقا في النوم إلاّ عندما اخترق صوت أمي هذا الحاجز الرفيع الفاصل بين عالم الواقع وعالم الخيال ,, فاستفقت مضطربا لتشعر أمي أنّ هناك خطب ما ,, و إليكم ما حدث :-
( أمي ) ____ مالك يا حبيبي قمت مخضود كده ليه ؟؟
( أنا ) ___ لا يا ماما مفيش حاجة ..
( أمي ) ___ مفيش حاجة إزاي !! دا نت شكلك كنت بتحلم ..
( أنا ) ____ مش عارف دا كان حلم و لاّ كابوس ..
( أمي ) ___ طب احكي لي احكي لي ..
( أنا ) ____ ما انت عارفه إنني معظم الأحيان بصحى ناسي الحلم اللي حلمته ..
( أمي ) ____ طب يلا قوم عشان تلحق تودي البدلة لابن خالتك .. باقي ع المغرب نص ساعة ..
( أنا ) ____ " في نفسي " اهو أنا كده افتكرت أنا كنت بحلم بأيه ...
لم أعرف إن كان ما رأيته في الحلم هو ما يجب أن أفعله بالواقع ,,, وهل هذه المشاعر التي كست معظم أجزاء الحلم حقيقية أم هذا ما يصبو إليه عقلي الباطن ؟؟؟ ,, أما آن لهذه الحيرة أن تدعني و شأني ؟؟ إنها تأكلني كما تأكل النار الحطب ...
فتحت خزنة الملابس و أول ما رأيته هو الطاقم البني الذي كنت أرتديه في الحلم فتنجنبته خوفا من أن يكون ما رأيته كابوسا لا حلم ,, توجهت لمنزل خالتي مصطحبا البدلة ,و طرقت الباب ,, استقبلني محمد بترحيب حار ,, جلسنا نتناول العشاء و حاولت تجنب التفوه بكلمة واحدة عندما تقترب أطراف الحديث من الخطوبة فقط كنت أبتسم ابتسامة خفيفة أو أصمت ..
إنه صباح يوم الخطوبة سنذهب أولاَ لشراء خاتم و دبلتين بعدها سيتجه العروسان لموقع المسرح الصغير الواقع أما منزل العروس حيث سيقام الحفل الساهر ...
كنت قد اتفقت مع أحد أكبر محلات الزينة في السنبلاوين لتزيّن سيارة الزفاف بابهى حلّة ,, ذهبت حسب الميعاد و أخذت السيارة و انطلقت إلى منزل العريس حيث كان مستعداَ ,, بعدها انطلقنا لاصطحاب العروس و إليكم ماحدث أثناء تلك الرحلة القصيرة :-
( محمد ) ___ طول عمرك بتهيص في الهيصة و بتحب اللمة ..
( أنا ) ____ يا عني احنا هناخد أيه من الدنيا ,, دا حتى ابسامتك في وجه أخيك صدقة ,, فيه بقى أحسن من كده ؟؟
( محمد ) ___ فاكر أيام ما كنا لسه صغيرين ,, أيام ما كنا بنتسابق أنا و انت في ركوب العجل ؟؟
( أنا ) ____ و هيه دي أيام تتنسي ؟؟
( محمد ) ____ بس كنت دايما بكسبك ..
( أنا ) ____ بس لمّا اتسابقنا أمام أعين العائلة أنا اللي كسبت ,, فاكر ؟؟
( محمد ) ___ فاكر ,, بس مش عارف انت كسبتني ازاي ..
( أنا ) ___ لعبت لك في البدّال بتاع العجلة ,, و كمان هوّيت صواميل الجدول ..
( محمد ) ___ يا عني انت كسبت بالخداع ؟؟
( أنا ) ___ أيه يا عم أعصابك دا الموضوع دا فات عليه سنين ,, و بعدين مش يومه النهارده ..
( محمد ) ___ بس الموضوع دا خلاّك تفوز بنصيب أكبر مني من الدلع و التدليل في العيلة لدرجة إنّي فضلت أنسحب من عالمكم و أكون صداقات بره العيلة ..
( أنا ) ____ يا سيدي أهي الأيام دارت و الوضع انعكس و اصبحت انت في قلب العيلة و أنا في الأرشيف ..
اصطحبنا العروس وسط فرحة عارمة فاضت بقلوب العيلة ,, مضينا في الطريق حيث أجلس أنا في مقعد السائق و تجلس إلى جواري في الكرسي الأمامي ( ابنة خالي الثاني وفاء ) ويجلس العروسان جوار بعضهما في المقعد الخلفي ,, أنظرهما يتهامسان و يبتسمان فتجاوب نفسي على سؤالي السابق أنّه كابوس وليس حلم ,, ثم يصمتا قليلاّ فيصيح قلبي بعيني , انظري ها هما يصمتان أوليس ما رأيناه سابقا حلما ّ؟؟؟ ظل الصمت يسيطر على أجواء سيارتي حتى تفوهت وفاء ,, وإليكم اطلالة سريعة :-
( وفاء ) ____ هوه محل الذهب دا فين ؟؟
( محمد ) ___ ورا عمر افندي على طول ..
( أنا ) _____ طب انتم زرتم المحل و شوفتم انتم عايزين أيه ؟؟
( محمد ) ___ لأ ,, احنا بنتعامل معاه على طول و أكيد هيشوف لنا اللي احنا عايزينه ..
وصلنا للمحل و بدءا ينقبا عن خاتم مناسب و هذه مهمة سهلة جدا ,,, كنت قد عرضت على والدي شراء خاتم أيضا ل سارة و بالطبع عرضت الأمر على محمد و تردد كثيرا قبل الموافقة لكن تحت إلحاح والدة العريس حصلت على موافقة ,,, اختارت سارة دبلة مناسبة جدا ,, و بقى أمامنا اختيار دبلة للعريس لكننا تفاجئنا بصاحب المحل يخبرنا أنه لا يملك أي من الدبل الرجالي و دي كانت مفاجأة مش كويسة ,, و إليكم آخر المستجدات :-
( أنا ) ____ دا مش محل دهب محترم دا أكيد كشك ..
( صاحب المحل ) ___ يا فندم احنا بنبيع الدهب بس مش بنبيع فضة ..
( أنا ) ___ دا اسمه هبل ,, حتى لو مبتبعهاش المفروض يكون عندك شوية بعد نظر ,, المحلات التانية بتديها هدايا للعريس ..
( محمد ) ___ طب هنعمل أيه دلوقت ؟؟
( وفاء ) ____ ما تاخد الدبلة اللي ابراهيم لابسها ..
( محمد ) ____ " بعدما نظر نحوي " ممكن أطلب منك كمان خدمة ,, ممكن دبلتك نعدي بيها الليلة ؟؟
( أنا ) ____ " في لحظة تفكير :- ماذا لو رآى أحدهم الحروف المحفورة على الدبلة وبدأ يسأل ,, لكن ليس هناك مهرب " اتفضل بس لازم ترجعهالي أصلها عزيزة عليا حبتين ..
( وفاء )___ " بعدما التقطت الدبلة قبل أن أعطيها لمحمد " أيه اللي مكتوب عليها دا ( إس إي إتش ) و دا معناه أيه ؟؟
نظرت في أعين سارة فوجدت ...............
إبراهيم رأفت :hi:
الحلقة القادمة ( ليلة من ليالي العمر )