بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
يقول الله جل ذكره
( والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم
وأقاموا الصلاة
وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية
ويدرؤون بالحسنة السيئة
أولئك لهم عقبى الدار )
فى هذه الاية الكريمة يبين الله صفات عباده المؤمنين
يبين طريق النجاه
فيقول سبحانه وتعالى
( والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم )
أى صبروا وتصبروا من أجل ربهم ومليكهم
ولكن صبروا على ماذا ؟؟
الصبر يكون على ثلاثة أمور
(1)
الصبر على البلاء والإبتلاء
أى أصبر على مرضى على جزعى على حزنى على أى مصيبة من مصائب الدنيا
وأصبر حين أبتلى فى دينى أصبر حين تعرض الفتن على القلوب
(2)
الصبر على الطاعة
أى أظل صابرا على طاعتى لله
أظل على مجاهدة النهار فى الصوم ومجاهدة الليل فى القيام
أصبر على طاعة الوالدين
الصبر على ضروب الخير
وعلامته
المداومة
لذا قال صلى الله عليه وسلم
( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل )
(3)
الصبر على المعصية
الصبر على الاجتناب والابتعاد
الصبر على اتباع خطوات الشيطان فلا أجر ولا أنجر
الصبر على لجام نفسى فلا ينفك عنى
( وهذا والله أعلم من ألذ الطاعات التى من الممكن أن يجدها أى احد فى أى طاعة أخرى والله أعلم )
(وأقاموا الصلاة )
ففى إقامة الصلاة الخير الكثير
وفرق بين إقامة وبين أداء
إقامة الشئ كإقامتك لمبنى مثلا
تأتى بالاساس وتحفر وتبنى وترفع حتى يكون جميلا متزنا ملئ بالخير وكل بإذن الله
(ويدرؤن بالحسنة السيئة )
دليل على أن أهل الإيمان يذنبوا ويخطئوا
قد يرتكبون أخطاء ومعاصى
ولكن ما يفرقهم عن أهل الشر
هو أنهم سرعان ما يدرؤون تلك السيئات بحسنات
يسرعون بالتطهر
يسرعون إلى التزكية
وكل أيضا بإذن الله وتوفيقه لهم
فلنكن كذلك عباد الله
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك