الحلقة العشرون ( هالة حبيبتي ,,, وداعا)
جلسنا مباشرة ننظر إلى النيل ,,,, ذاك الشريان الذي دائما ما يرمز للحب ,,, للوفاء ,,, وللخلود ,,, وإليكم نشرة التاسعة مساءا بتوقيت جزيرة الورد :=
* سارة * أنا عاوزة إعترف لك بحاجة جوايا كده مش عارفة ليه ..
* أنا * تعترفي !!!! حاجة أيه دي ياست هانم ؟؟؟؟
* سارة * أنا عمري ما تخيلتك خطيبي أو جوزي ...كنت دايما ببصلك على إنّك شاب كل حياتك مذاكرة ,, ومسؤليات تجارة والدك ,, كنت بشوفك ملكش في حياة الحب والفسح ,, فجأة لقيتك بتتقدم لي والحمد لله الموضوع تم .... أيه رأيك ؟؟؟
* أنا * وأنا كمان عاوز أعترف لك ,,, زمان كده أيام ما كان عندي حوالي خمس سنين زي أي طفل صغير لو فيه طفل اتولد كنّا نروح جري عشان ناخد السبوع ,,,, في مرة رحت عشان اخد السبوع شفت البنوته المولودة ,,, وكبرت في دماغي لازم أبوسها ,, والناس يمين شمال مفيش فايدة ,,, بصراحة والدتها كانت موفقة بس والدها قال لا يمكن ,, وطبعا نادى لوالدي وقاله خد ابنك من هنا ,, أبويه قاله ( بص دا ابني وأنا عارفه ,, ممكن يجي في نص الليل ويفط من فوق السور ويخش يبوسها ,,, فنصحتي كبر انت دماغك ) ,, المهم أبوها وافق ودخلت بوستها و.......... ( سارة قاطعتني )
* سارة * طبعا من خدها
* أنا * كل الناس كانت فاكرة زيك كده بس أنا نشنت في حته تانيه ,,, وبقيت ياستي كل يوم أروح أشوفها ,, لحد ما كبرت ,,,, ومكنتش أتخيل إنّها تبقى مراتي لحد ما واحد تاني إتقدم وخطبها ساعتها حسيت إنّي عمري ما حبيت ولا هحب واحدة غيرها ,,, حسيت زي ما يكون حد أخد روحي ,,, بس هيه اتفركشت دلوقتي وبقت من نصيبي
* سارة * مفيش داعي للإعتراف ياحبيبي ,, ماما حكت ليه القصة دي من أول يوم في الخطوبة وبصراحة كل ما افتكرها بضحك لمّا أقول بس .......
المهم شوية كلام ,,,, هزار ,,,,,جد ,,,,,,, جولة في مدينة المنصورة ,,,, تسوق ,,, ثم إلى العربية من أجل العودة ,,, المشكلة دلوقت إن الهانم كانت عاوزة تسمع قصيدة لعنتره ,, ودي محتاجة لوحدها أيام وليالي ,,, لسّه بلتفت عشان أعتذر لسارة لقيتها راحت في سابع نومة ,, الحمد لله
اليوم التالي ( أخر أيام الأجازة ) استيقظت متأخرا ,,, ذهبت إلى مكان تجمع الأصدقاء ,,, جلسنا نسترجع زكريات الماضي أيام الهروب من المدرسة ,, وحرب الشوارع ,,, تلك الأيام بعيدا عن المسؤلية ,,, عن الحسابات ,,, وعن الأرق ,, ودّعتهم وعدت إلى المنزل ........
دخلت لأجد والدتي قد حضّرت شنطة السفر ,,, أخدت دش ساقع وحلقت ذقني ولبست الطاقم المموه وخرجت إليهم ,,,لا أعرف مبرر واحد للمغص ولا للقشعريرة التي تنتاب الشخص المقبل على ما أنا مقبل عليه ,,,أمي تبكي ,, أبي يحاول تهدأتها ,,, حملت ( فارس ) قبّلته ثم ناولته لأبي وارتميت في أحضان أمي وقد توقف الزمن وعزفت القلوب اللحن ,,, جاء دور أبي الذي بدا أكتر صلابة ,,, وقفت أنظر ساعتي وألتفت إلى الباب ,,, ففهمت أمي أنني أنتظر سارة فسارعت تقول ( متقلقش زمانها جايه ) لكن عقارب الساعة تداهمني فحملت الشنطة وههمت إلى الباب ,,أمسكت الكالون وما أن فتحت الباب حتى رأيتها ,,, نعم رأيت سارة تبكي بجنون وما أن رأتني حتى تعلقت في رقبتي بذراعيها الدقيقتين ,,, في هذه اللحظة فقد العقل سيطرته على كلينا وبدت القلوب في حالة يرثى لها ,,, كم كانت دافئة تلك الأحضان وكم كانت مجنونة تلك القبلات وكم كان البعد مستحيلا ,,,, بادر أبي يعيدنا إلى أرض الواقع ,,, فانتزع سارة من أحضاني ,,,, وعيناه تنهمر دمعا ولاتميز فيهما سوى اللون الأحمر ,,,, أمّا أمي فحاولت تجنب إلتقاء عيني بعينيها مجددا فلا أريد المزيد من الأوجاع التي سأشعر بعمقها الحقيقي عندما أختلي بنفسي في ظلمات العنبر ,,,, توجهت حيث تنتظرني السيارة ,,, تعمدت ألاّ ألتفت لنداءات سارة ,,,, أغمضت عيني وبدا العقل يستعيد وعيه والقلب يعود أدراجه
الحلقة القادمة ( عفاريت عبد البر )
إبراهيم رأفت