عالم الأحرار... قصيدة للصحفى عز الدين فرحات
أتت بنتى تسألنى عن الأحزان أخفيها
تقول بزفرةٍ حرَّى
ودمـعٌ في مآقيها
لماذا لا أداعبها؟
لماذا لا أناجيها؟
لماذا الصمت؟صمت الليل
هذا الصمـت يشقيــها
لماذا بسمتي ضـاعــت
وكأس المـر يسقيــها
فقلـت بزفرةٍ مـــرَّت
على الأضـلاع تكويهـا
بحار الأرض لا تكفــي
لتطفئ مـا أعــانيـها
فملء القلب أحـــزان
أجـاهــد أن أداريهـا
ولكن دمـعة خرســـاء
مـلء العيـن تبديهـــا
هي العبــرات في عيـني
تلهب في مآقيـــــها
أقـول..وبعــض أحزاني
على الدنيـا ومـا فيــها
تعم الأرض تغمــــرها
تغطيهـا وتكفيـــــها
فغزة مسرح للجرم
تبكينــا.. ونبكيــــها
فقردٌ جاء منتفشــا
يدمر في روابيــــها
أباد الزرع مات الضرع
دمـر في مبانيـــــها
وفـرّ البلبـل الغَــرِدُ
الذي قد كـان يشجيــها
عجوز قد سـرت تـهذي
بلا درب ليهديــهـــا
فكم من جثة تُركـــت
بلا قبـر يواريــهــا
وكم شيـخ قعيـــد لم
يجد دمعـاً فيبكيـــها
صلاح الدين.. معــذرة
فلسنـا من محـاميــها
تقول:ألست مسلمـــة
يُكبَّر في نواحيــــها؟
فهل سيزول صوت الحق
كي يعلو الخنا فيـــها
أرى المأسـاة واحـدة
يكــررها أعـاديـها
فدنيا الناس مذبحــة
ونحن بهـا نعانيــها
فمن يا عـالم الأحرار
من بالعـدل يأتيهـــا
فهل سيعود معتصــم
يجيب الصـوت يحميها
ألا يا ليت مشجوجـا
يقـود الأرض يحميـها