بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده محمد صلي الله عليه وسلم
اللهم اهدنا واهد بنا
هذا الموضوع إهداء لمشرف القسم رامي بن سعد
وإهداء للأخت مني
تقديرا لجهودهم في القسم
هدانا الله واياهم للخير وعلمنا الله وإياهم الأدب معه وحسن الفهم عنه والمسلمون جميعا
الدكتور أسامة السيد الأزهري
يعمل مدرسا بكلية أصول الدين بالزقازيق وهو من الذين أكرم الله بهم الأمة فهو عالم جليل حافظ لكتب الحديث التسعة ومتبحر في العلم ومجتهد في تحصيله بمنهج علمي صحيح علي يد أساتذة أجلاء حفظه الله
وقد أكرمني الله بسماع درسين له يتحدث فيهما عن العملية التعليمية والمنهج العلمي الذي بالحفاظ عليه تصان الشريعة إلي يوم الدين
وقلت لا بد أن أنفع بهما اخواني وكل زملائي
هذه القضية عملة لها وجهان
الأول يهم طالب العلم الديني والدنيوي علي السواء حيث نستنبط من الدروس كيف نختار الشيوخ الذين نتعلم علي أيديهم وكيف نؤهل أنفسنا لطلب العلم وما هي أركان العملية التعليمي
أما الوجه الثاني للعملة هو الذي يستفيد منه العوام فعندما تعرف شروط طلب العلم وأركانه وسمات طالب العلم والمراحل والأحوال التي يعيشها ويمر بها في طلبه للعلم تستطيع أن تختار من تأخذ عنه دينك
فعندما تعلم مثلا أن من كان شيخه كتابه غلب خطؤه صوابه تستطيع أن تتجنب من اعتمدوا علي الكتب في تعلم العلم فيقل فهمهم ويزيد خطؤهم
وعندما تعلم أيضا بقضية التسلسل التي تحفظ لنا العلم فكل حافظ لكتاب يعتمد عليه في الافتاء وفي القضايا التي تمس الدين لا بد له من سند متصل لصاحب هذا الكتاب فيكون قد قرأ الكتاب وفهمه وحفظه علي يد شيخ تعلمه علي شيخ حتي الذين تعلموه علي يد صاحب الكتاب وهكذا فيضمن الفهم الصحيح للكتاب كما أراده كاتبه
ومن هنا يتعلم الناس أن هناك مقاييس وموازين لا بد أن يستوفيها من يعلمهم أمور دينهم
وبغض النظر عن التحزب لاتجاه أو لغيره وبدون مجاملات يجب أن تسأل نفسك هل استوفي من تسأله هذي الشروط وهل رجحته الموازين
وإلا فلا تأخذ عنه دينك مهما كان مؤثرا في حديث حلوا في كلامه
وللأسف فكثيرون ممن يتصدرون الخطاب الديني في هذه الأيام لا يستوفون ولو جزءا يسيرا من هذه الشروط
شاهدت أحدهم علي قناة الناس جلس يفتي الناس هاتفيا وعمره لم يتعد الخامسة والعشرون ولا حول ولا قوة إلا بالله
لا أقلل من شأنه وله كل الاحترام وربما هو أفضل مني عند الله ولكن عند الحديث عن العلم هناك حسابات أخري
فالإمام أحمد بن حنبل استأذن سبعين شيخا علموه العلم حتي جلس في مثل هذا المقام وقال لو لم يأذن لي واحد منهم لما جلست
وما يحيرني أنه من شروط طلب العلم طول ملازمة المعلم إذن فما عدد السنوات التي استطاع فيها الإمام أحمد بن حنبل ملازمة سبعين شيخا
وأقول لأخينا الذي تصدر الشاشة معلما ومفتيا
ما عدد الشيوخ الذين استطعت ملازمتهم ولم يتعد عمرك الخامسة والعشرين؟
يفترض أنك لازمت عالما في الحديث وآخر في النحو وآخر في التفسير وغيره في النقد الأدبي وغيرهم الكثير في علوم أخري كثيرة توفر لك ذهنا قادرا علي الفهم فيما يحدد فهم الناس للدين
وهذه العلوم هي أدوات الصنعة التي تمكنك من العلم الشرعي وبدون هذه الأدوات أنت لا تصلح لفهم صعاب المسائل
وللعلم فالإمام أحمد ابن حنبل ليس بدعا من الخلق فلو قرأت في قصص ملازمة طلبة العلم للعلماء لتعجبت
فمنهم من لازم أستاذا له أكثر من أربعين عاما والصحابة لازموا النبي صلي الله عليه وسلم طوال مدة الدعوة
قد أكون مخطئا وقد يكون أستاذنا مستوفيا للشروط والله أعلم
ورسالة أوجهها لكل مسلم
ليس من حفظ حديثين وتعلم قاعدتين في اللغة معلما
فلست أدري هل يتسع موضوعا واحدا في المنتدي لسرد العلوم التي يجب أن يلم بها معلم العلم الشرعي
الحديث والتفسير واللغة متضمنة النحو ووالصرف والبلاغة والأدب والنصوص الشعرية والنثرية والتوحيد والكثير من العلوم الأخري
هناك رجاءان لي عند كل من يقرأ كلامي
أولهما أن تتجرأ علي اختبار أستاذك وشيخك قبل أن تثق فيه فأسلافنا فعلوا هذا ولا يأخذك جلال أحدهم ولا أبهة منظره ولا حسن حديثه
الرجاء الثاني أن تفتح قلبك وعقلك ثم تستمع لهذه الدروس وأعدك بفائدة عظيمة
وهذه التسجيلات من مسجد المدينة الجامعية بجامعة الأزهر بالقاهرة وقد قام بتسجيلها صديق لي بكلية الطب
وأرجو من كل من استمع أن يشاركنا بالدروس التي استفادها من أستاذنا ويفتح باب الحوار حتي تعم الفائدة وتتفتح آفاق الفهم
وأكرر مرة أخري أن هذه المعرفة الموجودة في الدرسين ستكون مفيدة لكل مسلم
الروابط
الجزء الأول
الجزء الثاني
تحياتي
أحمد