النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ( حديث قدسي )

  1. #1
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    315

    افتراضي قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ( حديث قدسي )

    عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - - : ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .

    تخريج الحديث

    رواه البخاري و مسلم .

    منزلة الحديث

    هذا الحديث من أحاديث الرجاء العظيمة التي تحث المسلم على حسن الظن بالله جل وعلا ، والإكثار من ذكره ، وبيان قرب الله من عبده إذا تقرب إليه العبد بأنواع الطاعات .

    غريب الحديث

    ملأ : المَلأ أشراف الناس ورؤَساؤهم ومقَدَّموهم الذين يُرجَع الى قولهم ، والمقصود بهم في هذا الحديث الجماعة .

    حسن الظن بالله

    بدأ الحديث بدعوة العبد إلى أن يحسن الظن بربه في جميع الأحوال ، فبَيَّن جل وعلا أنه عند ظن عبده به ، أي أنه يعامله على حسب ظنه به ، ويفعل به ما يتوقعه منه من خير أو شر ، فكلما كان العبد حسن الظن بالله ، حسن الرجاء فيما عنده ، فإن الله لا يخيب أمله ولا يضيع عمله ، فإذا دعا الله عز وجل ظن أن الله سيجيب دعاءه ، وإذا أذنب وتاب واستغفر ظن أن الله سيقبل توبته ويقيل عثرته ويغفر ذنبه ، وإذا عمل صالحاً ظن أن الله سيقبل عمله ويجازيه عليه أحسن الجزاء ، كل ذلك من إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى ، ومنه قوله - عليه الصلاة والسلام - ( ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة ) رواه الترمذي ، وهكذا يظل العبد متعلقا بجميل الظن بربه ، وحسن الرجاء فيما عنده ، كما قال الأول :

    وإني لأدعو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع

    وبذلك يكون حسن الظن بالله من مقتضيات التوحيد لأنه مبنيٌ على العلم برحمة الله وعزته وإحسانه وقدرته وحسن التوكل عليه ، فإذا تم العلم بذلك أثمر حسن الظن .

    وقد ذم الله في كتابه طائفة من الناس أساءت الظن به سبحانه ، وجعل سوء ظنهم من أبرز علامات نفاقهم وسوء طويتهم ، فقال عن المنافقين حين تركوا النبي - - وأصحابه في غزوة أحد : {وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية }(آل عمران 154) ، وقال عن المنافقين والمشركين : {الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء }( الفتح 6) .

    والمراد من الحديث تغليب جانب الرجاء ، فإن كل عاقل يسمع بهذه الدعوة من الله تبارك وتعالى ، لا يمكن أن يختار لنفسه ظن إيقاع الوعيد ، بل سيختار الظن الحسن وهو ظن الثواب والعفو والمغفرة وإيقاع الوعد وهذا هو الرجاء ، وخصوصاً في حال الضعف والافتقار كحال المحتضر فإنه أولى من غيره بإحسان الظن بالله جل وعلا ولذلك جاء في الحديث ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) أخرجه مسلم عن جابر رضي الله عنه .

    فينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقنًا بأن الله يقبله ويغفر له ; لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد ، فإن ظن أن الله لا يقبله ، أو أن التوبة لا تنفعه ، فهذا هو اليأس من رحمة الله وهو من كبائر الذنوب , ومن مات على ذلك وُكِل إلى ظنه ، ولذا جاء في بعض طرق الحديث السابق حديث الباب ( فليظن بي ما شاء ) رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح .

    بين اليأس والغرور

    ومما ينبغي أن يُعْلم في هذا الباب أن حسن الظن بالله يعنى حسن العمل ، ولا يعني أبداً القعود والركون إلى الأماني والاغترار بعفو الله ، ولذا فإن على العبد أن يتجنب محذورين في هذه القضية : المحذور الأول هو اليأس والقنوط من رحمة الله ، والمحذور الثاني هو الأمن من مكر الله ، فلا يركن إلى الرجاء وحده وحسن الظن بالله من غير إحسان العمل ، فإن هذا من السفه ومن أمن مكر الله ، وفي المقابل أيضاً لا يغلِّب جانب الخوف بحيث يصل به إلى إساءة الظن بربه فيقع في اليأس والقنوط من رحمة الله ، وكلا الأمرين مذموم ، بل الواجب عليه أن يحسن الظن مع إحسان العمل ، قال بعض السلف : " رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق " .

    جزاء الذاكرين

    ثم أتبع ذلك ببيان فضل الذكر وجزاء الذاكرين ، فذكر الله عز وجل أنه مع عبده حين يذكره ، وهذه المعية هي معية خاصة وهي معية الحفظ والتثبيت والتسديد كقوله سبحانه لموسى وهارون :{إنني معكما أسمع وأرى }(طـه 46) .

    وأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان وتدبر الذاكر معانيه ، وأعظمه ذكر الله عند الأمر والنهي وذلك بامتثال الأوامر واجتناب النواهي .

    جزاء القرب من الله

    ثم بين سبحانه سعة فضله وعظيم كرمه وقربه من عبده ، وأن العبد كلما قرب من ربه جل وعلا ازداد الله منه قرباً ، وقد أخبر سبحانه في كتابه أنه قريب من عبده فقال :{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }( البقرة 186) ، وأخبر النبي - - أن ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) رواه مسلم ، ففي هذه الجمل الثلاث في هذا الحديث وهي قوله تعالى : ( وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) ما يدل على هذا المعنى العظيم ، وهو أن عطاء الله وثوابه أكثر من عمل العبد وكدحه ، ولذلك فإنه يعطي العبد أكثر مما فعله من أجله ، فسبحانه ما أعظم كرمه وأجَلَّ إحسانه .

    من موقع طالب العلم المسلم


    http://moslim.3oloum.org/montada-f44/topic-t1053.htm

  2. #2
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    199

    افتراضي

    موضوع جميل جزاك الله خير

  3. #3
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    With my heart
    المشاركات
    350

    افتراضي

    ربنا يكرمك ويجازيك كل خير

  4. #4
    Pb Elite
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    تحت قدمى أمى و أبى
    المشاركات
    2,912

    افتراضي

    جزاك الله خيرا


    يا رب ارزقنا حسن الظن بك والخوف من عقابك والرغبة اليك والشوق الى الجنة .

  5. #5
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,473

    افتراضي

    ربنا يكرمك يادكتورة
    جزاكى الله كل خير

  6. #6
    Pb Elite
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    Where The Heart Is
    المشاركات
    1,948

    افتراضي

    جزاكى الله كل خير ...

  7. #7
    Pb Elite
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    In eyes of my lover
    المشاركات
    1,074

    افتراضي


    جزاكي الله خيرا

  8. #8
    Pb Elite
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    763

    افتراضي

    جزاك الله خيرا

  9. #9
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    549

    افتراضي

    جزاكى الله خير

  10. #10
    Pb Elite
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    in my wishes
    المشاركات
    1,840

    افتراضي

    من اكثر الاحاديث اللي بحبها بجد جزاكي الله خيرا يا دكتوره

المواضيع المتشابهه

  1. حديث قدسي
    بواسطة nasoum2009 في المنتدى المنتدى الاسلامى
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 09-03-2010, 07:20 PM
  2. اكيد حالك من حالى ....تعالى نأديها صح لعل الله يتقبل
    بواسطة شاعره البحر الصغير في المنتدى المنتدى الاسلامى
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 20-04-2009, 11:58 PM
  3. التوفيق بين قوله تعالى: { قل كل من عند الله } وقوله : {وما أصابك من سيئة فمن نفسك} ...
    بواسطة أمــ هـنـد ــة الله في المنتدى المنتدى الاسلامى
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 24-02-2009, 11:43 PM
  4. حديث قدسي.................
    بواسطة دينا سالم في المنتدى المنتدى الاسلامى
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-02-2009, 10:04 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •