بدأت 45 ألف صيدلية بمصر إضراباً عاماً ومنظماً من اليوم -16 فبراير 2008- وحتى السبت المقبل وهو موعد الاحتفال بيوم الصيدلي، بعد فشل وانهيار كافة المفاوضات التي قادتها نقابة الصيادلة مع وزارة المالية بمشاركة العديد من الأطراف والشخصيات المعنية بحل الأزمة بينهم وبين الضرائب، إضافة إلى ما لمسوه من تعنت وزارة المالية في الإصرار على إلغاء اتفاقية المحاسبة الضريبية للصيادلة من جانب واحد دون الإبقاء على أية مساحات للتفاوض.
وكانت الأزمة بين الصيادلة ومصلحة الضرائب قد بدأت عندما قررت مصلحة الضرائب محاسبة الصيدليات بأثر رجعي يمتد للسنوات الثلاث الأخيرة، على أن يتم تسجيل معاملات الصيدلية بعد ذلك في دفاتر ترصد حركة البيع والشراء، وقال "أشرف العربي" رئيس مصلحة الضرائب إن المادة 78 حددت الممولين الذين يجب عليهم إمساك دفاتر سواء كانوا أشخاصا طبيعيين أو اعتباريين لو تجاوز رأس المال 50 ألف جنيه أو صافي الربح السنوي 20 ألف جنيه، أو وصل حجم أعماله 250 ألف جنيه، وهو ما لا ينطبق على كل الصيدليات العاملة في مصر، وإنما على عدد محدد منها على حد تعبيره.
وخلال الجمعية العمومية التي عقدت ظهر اليوم 16 فبراير 2009 بدار الحكمة بحضور حوالي 5 آلاف صيدلي أكد الدكتور "محمود عبد المقصود" أمين النقابة أن نسبة مشاركة الصيدليات في الإضراب وصلت 98%، مؤكداً أن النقابة تفتح أبوابها للاعتصام المفتوح لأعضائها لحين انتهاء الأزمة.
وتفاوتت عدد ساعات إضراب الصيادلة من محافظة لأخرى فبينما شهدت القاهرة والجيزة إغلاقا تاما للصيدليات من العاشرة صباحا وحتى السادسة مساء، قام صيادلة المحافظات بإغلاق كافة الصيدليات لفترة تراوحت ما بين 8 ساعات إلى 12 ساعة، مع الإبقاء على صيدليات مناوبة مفتوحة لخدمة الجماهير بكل منطقة.
وفي المحافظات شهدت الإسكندرية إضراباً شاركت فيه 3820 صيدلية من أصل 3850 صيدلية بنسبة 99% من إجمالي الصيدليات بالمحافظة، فيما شارك أكثر من 300 صيدلي في اعتصام مفتوح داخل مقر النقابة عقب الجمعية العمومية الطارئة التي عقدها مجلس النقابة لاتخاذ قرارات جديدة بشأن أزمة الصيادلة مع الضرائب.
وفي الغربية شاركت 3000 صيدلية في الإضراب العام الذي دعت إليه النقابة العامة للصيادلة احتجاجا على إلغاء اتفاقية المحاسبة الضريبية للصيادلة وقد علقت بعض الصيدليات لافتات مكتوب عليها (الصيدلية مغلقة حتى إشعار آخر، الصيدلية مغلقة احتجاجا على تعنت مصلحة الضرائب).
أما الدقهلية فقد شهدت إغلاقا تاما لنحو 1430 صيدلية استحابة لقرارات الجمعية العمومية وفي دمياط اعتصم أعضاء النقابة الفرعية للصيادلة داخل مقر النقابة بدمياط وتم غلق أكثر من 520 صيدلية على مستوى مراكز ومدن دمياط وذهب وفد من أعضاء النقابة لحضور الجمعية العمومية لإيجاد حل مع مصلحة الضرائب فيما شهدت السويس إغلاقا شاملا لجميع الصيدليات العاملة بالمحافظة حيث تم إغلاق أكثر من 320 صيدلية وفي بورسعيد تم إغلاق 370 صيدلية من العاشرة صباحا وحتى السادسة مساءً، وفي المنوفية أغلقت نحو 2500 صيدلية بكافة أنحاء ومراكز محافظة المنوفية وفي الفيوم تم إغلاق أكثر من 1350 صيدلية بالمحافظة فيما يعد التزاما من جانب الصيادلة بقرار الإضراب فيما تواصلت الضغوط الأمنية على الصيادلة لإجهاض الإضراب حيث قامت الشرطة باستدعاء عدد من الصيادلة للتحقيق معهم معهم بتهمة توزيع منشورات تدعو لإغلاق الصيدليات.
كما تم إغلاق نحو 2860 صيدلية بكفر الشيخ وإغلاق أكثر من 4000 صيدلية بمحافظة الشرقية وأغلقت 1400 صيدلية بمحافظة بني سويف أبوابها أمام الجمهور.
ومن جانبها تعهدت وزارة الصحة بفتح كافة الصيدليات التابعة للشركة المصرية للأدوية البالغ عددها 18 صيدلية والتي تعمل 12 ساعة يوميا عدا صيدليتي إسعاف القاهرة والإسكندرية والتي تعمل على مدار الساعة، وكذلك صيدليات مستشفيات وعيادات التأمين الصحي والبالغ عددها 46 صيدلية بالقاهرة والمحافظات والتي تعمل حتى السادسة مساء فضلا عن صيدليات المستشفيات العامة والمركزية.
وخلال الجمعية العمومية أكد الدكتور "محمود عبد المقصود" الأمين العام لنقابة الصيادلة أن الجمعية العمومية الطارئة للنقابة توجه رسالة إلى وزير المالية ورئيس مصلحة الضرائب مفادها أن الشعب المصري وفئة الصيادلة واعون تماما بحقوقهم وأنهم سيناضلون من أجل الحصول عليها واصفا وزير المالية ورئيس مصلحة الضرائب بالممثلين البارعين وكشف "عبد المقصود" عن اتصال تم بين وزير الصحة الدكتور "حاتم الجبلي" ووزير المالية طالَب فيه الأول بمد العمل باتفاقية المحاسبة الضريبية حتى عام 2011 مؤكدا لـ"غالي" أنه من غير المقبول إلغاء الاتفاقية بين يوم وليلة.