وغابت شمسها
وردة جميلة،نقية القلب،بريئة كزهرة محنية لم ينفرد فرعها بعد،وردة اسمها أحلام ،طفلة تفتح عينيها لاول مرة على الحياة ،تراها كما ترسمها فى خيالها بستان تخاطب فيه الاشجار،وتركض خلفها الغزلان والارانب الصغار،ترقبها الشمس نهارا والقمر ليلا،وكانها اميرة هذا البستان ،لكنها قررت ذات يوم ان تغامرللبحث عن بستانها ففتحت باب بيتها وانطلقت فى رحلتها ...........سارت احلام بثوبها الوردى المرقع البسيط ودميتها الصغيرة لم تكن اى طفلة تقبل ان تحتفظ بذاك الثوب قط لكن اميرتنا الصغيرة لم تكن تملك سواه وليس ذلك فحسب بل انها اعتبرته رفيقها فى رحلتها للبحث عن بستانها وقررت حتى وان اكتست باروع واجمل الاثواب سوف يظل ذاك الثوب الوردى دوما بالنسبه لها اعز واقرب لقلبها ..............فى طريقها رات الكثير لكن كل مارات لم يكن شبيها قط ببستانها ،لكن المغامرة الصغيرة لم تياس قط ،ظلت تبحث وتسال هذا وذاك عن مكان البستان ،حتى قابلت رجل عجوز تبدو عليه ملامح الطيبة فسالته برقة ووداعة:مرحبا يا سيدى هل يمكنك ان تساعدنى فى طريقى ؟نظر العجوز اليها وابتسم قائلا:بالطبع لم لا؟عما تبحثين يا حلوة؟ردت:ابحث عن بستان ...ووصفت له كيف يبدو بستانها،ابتسم لهاالعجوز قائلا:يالكى من فتاة محظوظة انا اكثر شخص يعرف اماكن البساتين كلها،ردت احلام:ولكنى ابحث عن بستانى انا هو فقط ما اريد ،لا اريد كل البساتين ،اجابها العجوز:لا باس يمكننا البحث معا عن بستانك هيا بنا...امسكت الطفله بيده بسعادة وارتياح لقرب وصولها لمملكتها مخاطبة دميتها الصغيرة:هانت ياصغيرتى سنصل قريبا لمملكتنا الجميلة ونستريح من عناء الطريق ونمرح معا ...انا ارى اياما احلى تنتظرنا فاصمدى معى.......واثناء الطريق رات احلام الكثير من البساتين وانبهرت عيناها بما رات وكلما تسال العجوز لما لا يتوقفا عند هذه البساتين،يجيبها بانها ليست ماتبحث عنه ،فهو يعرف مكان البستان الذى تريد وهو اجمل واكبر،شعرت احلام بالتعب الشديد وسالت العجوز:اما مازال هناك الكثير؟لقد تعبت كثيرا ،اجابها:عليكى ان تصمدى لم يبق سوى القليل الم تقولى انكى شجاعة وانكى اميرة هذا البستان ام؟استوقفته بغضب :بلى انا شجاعه وانا اميرة هذا البستان ....انا قويه ،تابعا السير حتى صاح العجوز:افرحى ايتها الاميرة واخيرا وصلنا.........لم تتمالك احلام نفسها من السعادة لكنها سرعان ما كسى وجهها الوجوم فما تراه مكان لا صوت فيه ولا ضوء لاشئ سوى باب حديدى لسور كبير تعجبت كثيراونظرت للعجوز الذى طمانها قائلا:لا تقلقى فخلف هذا الباب مملكتك الحبيبة ودفعها برفق للامام...سارت الفتاة حتى وصلت للباب وتذكرت انها لا تملك المفتاح للبستان ،حزنت كثيرا وكادت الدموع تنغمر من عينيها لولا ان هداها العجوز قائلا:لكنى احمل المفتاح ..لا داعى للبكاء وفتح لها الباب قائلا:تفضلى ايتها الاميرة مملكتك بانتظارك....وخطت الفتاة خطى الاميرات الى الداخل الى المملكة........ما ان دخلت حتى انغلق الباب الحديدى وانطلقت صرخة الوردة البيضاء حين دخل خلفها العجوز لتفاجئ به يمسك بها ويحاول ان يتحسسها ....ارتعش جسد الملاك الصغير..وهو يضرب بيد ذاك الاثم والاخرى تحاول ان تحمى دميتها الصغيرة ...ظلت احلام تركض هنا وهناك بعيدا عن يديه.....ودموعها تحرق وجنتيها ...لكنها لم تجد مفرا منه .....وبدات صيحات الرجاء والتوسل من الملاك الصغير للعجوز ليكف يده عنها لكن غشيت عينا الشيطان عن ضعف احلام .......وهى تصرخ :دعنى اذهب ...اتركنى وابنتى الصغيرة ....من اجل خاطر ربنا ....لو تحب ربنا اتركنا،والعجوزيردد:لا تخافى ياحلوة لن اؤذى ابنتك الصغيرة يمكنك ان تتركيها فى اى مكان هنا ريثما نلعب معا لعبه لكنها لعبة للكبار،وحمل الطفلة التى ظلت تصرخ وتتاوه بداخل غرفة مظلمة ............وانغلق الباب لينتهى كل شئ .......وانتهى الصراخ...........ظلت احلام راقدة حتى صباح اليوم التالى وافاقت لتجد نفسها ممزقة الثياب ...ثوبها الوردى قتل ...رفيقها فى رحلتها مات ......لم تصرخ ....لم تتنفس حتى ...ببطء ووهن شديد تحركت خارج الغرفة باحثة عن دميتها الصغيرة ما ان وجدتها حتى ركضت نحوها مسرعة فاتحه ذراعيها لتحتضنها لكن سرعان ما توقفت وسقطت على ركبتيها وهى تجهش بالبكاء والصراخ:لا تنظرى الى يا صغيرتى اغمضى عينيكى البريئتين.لم اعد امك لاتنتظرى منى ان احتضنك لم اعد امك بعد الان......وحملت احلام دميتها من ذراعها وخرجت بها هائمة فى الطريق ..حتى قابلت طفلة صغيرة تبكى فتوجهت نحوها واعطتها دميتها فابتسمت الصغيرة وكفت عن البكاء واحتضنت الدمية بقوة.....وهمت بان تشكر احلام لكنها قد اختفت ....ركضت بكل قوتها بعيدا ..مخاطبة نفسها :على الاقل احدانا وجدت مملكه لها .............فرحلتى الجديده لا يمكننى ان احملك فيها ..وبالفعل خطت احلام لطريق مختلف للغايه ومصير مجهول ...........لم تعد احلام تلك الوردة النقية ..صارت نظرتها جديدة ..ويداها شديدة ....ومزقت كل ما يربطها بالبراءة خلعت فستانها ودفنته تحت شجرة....هى ذاتها لم يتغير عمرها ..لكنها فقدت عمرها ...فقدت روح الطفله ...فقدت الوردة قلبها واجمل مافيها .....فقدت الاميرة حجابها وكيانها ومملكتها ....فقد الملاك عيونه ....لم يعد لاحلام فى عالم البراءة مكان ......فقد خسرت ما لايقدر خسرت عالمها ومملكتها .....وذبح الاعداء غزلانها وارانبها وحيائها ...ليعم الدمار مملكتها بعد ان انفلق قمرها وغابت شمسها ....نعم غابت شمس الاميرة...الاميرة احلام.............
رد مع اقتباس
.gif "Fop (11)")
.gif "Fop (29)")
.gif "Fop (24)")
.gif "Fop (12)")
بس منتظرة مشاركات اكتر واكتر 
دا اعتذار للمرة التانيه او التالته ان الموضوع طويل بس بجد مش بيدى بس قلمى بيجرى وانا بجرى وراه.gif "Fop (26)")
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة chocolata
