ذات يوم التقيت بانسان جماله بحق الخالق فتان يمشى على الارض وكانه يحلق فى سماء الوسامة والعذوبة وتحوم حوله هالة تزيده ضياء وضياء ،حينما اراه
تتخدر قدماى واكاد اهوى على الارض وترتعش يداى لتفلت ماتحمله وتلقى به بعيدا حتى اضعها على صدرى واكتم دقات قلبى كى لا تفضحنى وتنطق بكلمة احاول عبثا ان امنع لسانى من ان يحررها كلمة سببت لى الما وعذابا لم اكن اتوقع لقلبى ان يحظى به ابدا...................................
اراه من بعيد واجد نفسى اتامل عيناه واهيم بعيدا حتى يفيقنى الواقع بلمسة يد او كلمة من عابر اعترض طريقه ،على تلك الوتيرة اراه اهيم وقلبى يعزف الحانا ويرقص عليها.................................
ذات يوم رانى ذاك الانسان لكنه فى عيناى بدا كملاك ،رانى وانا اتطلع اليه ووجدت نفسى لم افق بعد من هيامى ولكنى فوجئت بواقع مختلف غير ذاك الاخر ،رايته ينظر الى وتنفرج شفتاه عن ابتسامة مااجملها!كادت لهفتى وفرحتى تسبقنى وتكسو وجهى والحمرة تملا وجنتيى ،وجدت نفسى اركض بعيدا قدر ماستطعت وتوقفت لكى انظر اليه لكنه اختفى وضاع معه امل لحظة،تنهدت والتفت كى التقط انفاسى واستعيد كيانى،ظننت لوهلة انه يركض خلفى ولكن هيهات هيهات ياقلبى بماذا تحلم؟ اذا بصوت قلبى يضحك منى قائلا :ماذا عن هذا اهو حلم ام حقيقة؟
يالهى!ياالهى!يالهى! هذا كل ماردده لسانى سرا حين رايت ذاك الملاك امامى لا يفصل بينى وبينه سوى خطوة واحدة توسلت ورجوت قلبى وعيناى ويداى ان يتماسكوا ويتشابكوا حتى لا انهار،نظرت اليه ورايت شفتيه يتحركان ولكنى لا اسمع كلام فقد اسرتنى عيناه فاغلقت اذناى،لم اسمع سوى كلمة واحدة قالها برقة:انتى حقا جميلة اتدركين ذلك؟خفضت بصرى فى الارض فى حياء منقطع النظير ورفعتها مصطنعة شيئا من الغضب والضيق والاحتجاج على هذا الغزل والتفت لاهرب بعيدا واعود الى منزلى ، ظننت انى بخير فقد اعتدت ذلك الامر فى الطريق ولكنه مختلف هذه المرة،عبثا احاول ان اسيطر على مدى لهفتى وحماستى.....................................
ظننت ان حجابى سوف يوقفنى عن هذا الحب عفوا عن هذا الشعور المميت بداخلى............................................ ..........نعم مميت لانه تمكن منى ومن حجابى ودفعنى لاقول لملاكى :انا احبك احبك احبك ...........حينها شعرت بمذاق حلو فى فمى بعد نطقها فقد ضم ملاكى يداى وقبلهما ولم احاول ان اسحبهما تلك المرة كان الاوان قد فات .................................................
وعدنى بكل ما حلمت به يوما وعدنى بكل ماخدرنى وخدر عقلى عن التفكير بحجابى الذى بدات ارفعه شيئا فشيئا حتى اصبح مالا ادرى ان امنحه اسما لكن قطعا ليس بحجاب قط.............................
انتظرت فى موعدنا وجلست والحب والفرحة تغمرانى وانا اتخيل فستانى وليلتى مع ملاكى واذا به يدخل المكان ولكن هذه المرة لا هالة حوله ولا تحليق لاشئ مما كنت اراه فيه ....................سوى حسناء تتابط ذراعه فى دلال استنكرت ان يكون دلالا اخويا ركضت ونظرت اليه وسؤال فى عيناى تطرحه عليه:ماذا ارى؟امازلت احلم؟ولكنى لم اكن احلم هذه المرة،قبل ان يرحل بعيدا رمقنى بنظرة ملؤها الشماتة والاحتقار وكاننى اذنبت حينما احببته نظرة جعلتنى اشعر اننى عارية امام الله ونفسى وامام الناس جميعا ولاول مرة ادرك ان اقسى ما يتجرعه الانسان كاسا حلو المذاق يليه كاس المرارة ،حينها لا يبقى مذاق الحلو طويلا بينما يصاحبك مذاق المرارة للابد........................
فى حالة من الهلع والانهيار ظللت اصرخ واصرخ لكن وكان صراخى يدوى فى الفراغ اخذت الوم نفسى والحياة والحب والعالم باسره،بينما انا على تلك الحالة سمعت صوتا اعاد اليا سكينتى فتوقفت عن الصراخ والنواح والتفت لارى من اين تاتى صوت القرآن؟لكنى ادركت انه ليس مهما من اين ياتى بل المهم انه يصب فى عقلى وقلبى ..................
ادركت حقيقة مهمة ليس الحب مايجب ان نلوم بل فكرتنا عنه ،فالحب عفة وطهارة واحد اسرار الحياة ولكن اذا طوقه نور القران المقدس وشرع الله وحلاله ،الحب ليس غزلا وكلاما معسولا نطلقه فى الظلام لاضير منه ولكن فى نور الحلال حينها يكون الحب قدسيا والهيا فالعريس والعروس يجمع الايمان قلبيهما والله جل جلاله وملائكته شهود على قرانهما ..........................................