رأيتهما أمامى.. يمشيان معا.. وهى متأبطه ذراعيه فى شوق ولهفه
عيناها تذوب فى عينيه السمراواتين ...
اللتين تمتلآن دفئا.... وحنوا أبديا
ترتعش أوصال الفؤاد بمجرد أن ترى هذا المنظر الخرافى..
أو هكذا ظننت فى أول الأمر ...
أنهما أطيافا من مخيلتى ...تمشى على ارض الواقع.....
لا تراها سوى عيناى ....
رأيته يمشى ضاحكا مستبشرا كأنما هو على الأرض كل البشر..
وكيف لا وكفه يحتضن كف حبيبه العمر الأولى والأخيرة..
رفيقه درب السنوات الطوال..
ظلا يمشيان فى طريق ظننت أنه لن ينتهى حتى استكانا إلى مقعد
خشبى أمام صفحه النيل تظلهما شجرة مورقه ..ياإلهى كيف ذلك؟
إنه الخريف ... أتراه الزمن يجرى من بين يدى ...
أم أنه الخريف هو هو..لكنه استحى منهما ... فأورق شجرالورد حولهما
من يدري........؟
همس فى اذنيها .. أنتى ربيع عمرى .. وخريفه..أنتى نسمات صيفى
وعليله .. انتى دفء شتاءى وأمواج نهرى وسماؤه
ضحكا سويا ...ظلا يسترجعان الذكريات ....
تذكرا الأبناء والأحفاد..
وذكرياتهما تنساب كشلال عطر يفوح نسيمه فيمتلأ الكون بنفحاته
وشعره الأبيض كلون الثلج وخطوط الزمن بوجهيهما تزيدهما شبابا
نعم قصه حب تلتهب أقوى من حب المراهقه لكن
بعقول واعيه وقلوب صادقه
قلوب أحبت بصدق فأصبح الحب
حب لا يموت