ذات مساء..
أطل القمر من الشرفة...
و إذا بحزين يتأوه..
يصرخ في صمت لا يسمع ..
إلا من رب لا يغفل
يبكي بدموع حمراء ..
يذرفها قلب لا مقلة..
انسل القمر إلى الغرفة..
و برقة..
حاول أن يمسح دمعة..
لكن البائس أبعده..
دع لي عبراتي..
لا تحرمني من حرقتها..
فهي تؤنسني..
و هي تفهمني
لم تضحك أبداً من ألمي..
لم تسخر مني ..
لم تتركني..
اقترب الفضي و قال..
إني أعرف وجهك...
أذكر صوتك...
أو لست ذاك الإنسان؟...ذاك الفنان؟..
أين القيثارة..؟ لم مزقت الأوتار؟..
و لماذا انطفأ بريق الأمل بعينيك..
هل ماتت أحلامك.. هل ضاع طريقك..
أخضعت أخيراً لليأس؟...
كلا..فلتنهض..لا تبق مكانك..
إني أخشى أن..أن تفقد قلبك..
ستغلفه الظلمة..و ستحجب عن روحك نور الكون..
و تحاول إغراقك في بحر أسود..
لا تستسلم...
هيا انهض..
راقبتك حين تجاوزت العقبات مراراً..
و سمعتك حين تغنيت بنصرك...
وحين ضحكت من الصعب..
هيا انهض..
ستحييك الشمس قريباً..
و تبدد ليلك..
هيا انهض