السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--------------------------------------------------------------------------------
ضحكة وتبسم النبى عليه الصلاة والسلام
النبيكباقي البشر يتأثر بالمواقف التي تستوجب الضحك والفرح ويتفاعل معها، ويضحك لها، وكذلك المواقف المحزنة التي تستدعي الحزن، فيتأثر بها نبي هذه الأمة
ولا يستطيع التحكم في دموعه التي تتساقط على وجنتيه حتى تبلل ملابسه.
فعن جابر بن سمرة قال: “كان النبيلا يضحك الا تبسماً”...
ووصفت السيدة عائشة ملامح ضحك النبيفقالت رضي الله عنها: “ما رأيت رسول الله
مستجمعاً أي مبالغا في الضحك قط حتى أرى منه لهواته أي اللحمة التي بأعلى الحنجرة من أقصى الفم انما كان يتبسم”.
والثابت أن ضحك الرسوللم يكن يخرجه عن وقاره وهيبته وعظمته وأدبه وقد وردت أحاديث عدة بذلك: ففي حديث جابر بن سمرة: “كان رسول الله
طويل الصمت قليل الضحك”.
وقال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: ما رآني رسول اللهالا تبسم في وجهي. وفي رواية: إلا ضحك. وفي حديث عبد الله بن الحارث ال***ري قال: ما رأيت أحدا أكثر تبسماً من رسول الله
. وفي رواية عنه: ما كان ضحك رسول الله
الا تبسما.
والواضح أن جل ضحك النبيكان التبسم، وربما زاد على ذلك حتى تبدو نواجذه، أي أضراسه فكان ضحكه
فيه وقار ولا يصدر عنه صوت أو قهقهة ونحو ذلك.
الضحك
وردت احاديث تبين ملامح وقسمات ضحك النبي، فعن عمر رضي الله عنه قال: “ضحك رسول الله
وكان من أحسن الناس ثغراً”.
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: لقد رأيت رسول اللهضحك حتى بدت نواجذه.
والناظر الى جملة الاحاديث التي وردت في صفة ضحك النبي، يجد أن معظم ضحكه
كان التبسم، وفي بعض الأحوال ربما ضحك حتى بدت نواجذه.
ويذكر ان المصطفى عليه الصلاة والسلام كان دائم التبسم، ومن أحسن الناس ثغراً وأطيبهم نفسا وكانفي بيته من أكثر الناس تبسما، كما كان يبتسم عندما ينشد الصحابة الشعر ويتضاحكون. فعن جابر بن سمره رضي الله عنه سئل: “أكنت تجالس رسول الله
؟ قال: نعم، كان طويل الصمت، وكان أصحابه يتناشدون الأشعار، ويذكرون أشياء من أمر الجاهلية، فيضحكون ويبتسم رسول الله
اذا ضحكوا”.
ولم تقتصر بشاشه النبي وضحكه وفرحه مع اصحابه فقط، بل كان لاعدائه جزء منها، فقد كان النبيطلق الوجه بشوشا حتى مع من لا يحبه، وكان اذا قابله واحد من اعدائه تبسم في وجهه، وموقف الرسول
من عيينة بن حصن يدل على ذلك،فقد كان هذا الرجل من جفاة الاعراب الذين يتآلفهم النبي
رجاء ان يسلم قومه فتبسم النبي
في وجهه.
وكان جابر بن عبد الله قال: “دخل أبو بكر يستأذن على رسول اللهفوجد الناس جلوسا ببابه لم يؤذن لأحد منهم،قال: أذن لأبي بكر فدخل، ثم أقبل عمر فأذن له، فوجد النبي
جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا، قال: فقال عمر: لأقولن شيئا اضحك النبي
، فقال للنبي
: يا رسول الله لو رأيت بنتاً خارجة سألتني النفقة فقمت اليها فوجأت أي طعنت عنقها”.
فضحك رسول اللهوقال: “هن حولي كما ترى يسألنني النفقة”.
ويروى أن الرسولكان يضحك من تغير طبيعة المرء بتغير الحال والظروف التي يكون فيها، ففي موقف سقيا المطر ضحك النبي
مما رآه من تناقض عندما تغير حال الناس الذين ارادوا المطر.
وتقص السيدة عائشة رضي الله عنها ذلك الموقف فتقول: “شكا الناس الى رسول اللهقحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه. فخرج رسول الله
فقعد على المنبر فكبر وحمد الله سبحانه وتعالى ثم قال: إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إيان زمانه عنكم، وقد أمركم الله ان تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم.. ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ثم حول الى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه ثم اقبل على الناس، ونزل فصلى ركعتين فانشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم ضحك
حتى بدت نواجذه، فقال: أشهد أن الله على كل شئ قدير وأنني عبد الله ورسوله”.
فرح بالنصر
كان الرسوليفرح ويضحك عندما يحقق ما يريد، وخاصة عندما ينصره الله على أهل الكفر والشرك، ومن هذه المواقف، لما كان يوم أحد جاءت نسوة من المؤمنين الى ساحة القتال بعد نهاية المعركة، وكانت في هؤلاء النسوة أم أيمن، وكانت رأت فلول المسلمين يريدون دخول المدينة، فأخذت تحثو في وجوههم التراب، وتقول لبعضهم: هاك المغزل، وهلم سيفك، ثم سارعت الى ساحة القتال، فأخذت تسقي الجرحى، فرماها حبان بن العرقة بسهم، فوقعت، وتكشفت، فأغرق عدو الله في الضحك، فشق ذلك على رسول الله
، فدفع الى سعد بن ابي وقاص سهما لا نصل له، وقال: “ارم به” فوقع السهم في نحر حبان، فوقع مستلقيا حتى تكشف، فضحك رسول الله، حتى بدت نواجذه ثم قال: “استقاد لها سعد”.
وجاء رسول قيصر الروم يحمل رسالته الى النبي، فلما أتى النبي
عرض عليه رسول الله الاسلام، فأبى ان يسلم، وقال إنني اقبلت من قبل قوم وأنا فيهم على دين، ولست مستبدلا بدينهم حتى أرجع اليهم. فضحك رسول الله
أو تبسم، وقرأ قول الله تعالى: “إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء” سورة (القصص 56).
ومن الاشياء التي كانت تضحك وتفرح النبيالمواقف والحوادث المتناقضة، ومنها ذلك الرجل الذي عليه كفارة ظهار مع امرأته وقبل ان يكفر عن الظهار والتكفير عن الظهار بعتق رقبة، وان لم يجد فصيام شهرين متتابعين ولكن الرجل قبل أن يقضي الشهرين وقع على زوجته، فضحك النبي
لتبريره وذكره السبب في ذلك.
ويروى أن الرسولكان يضحك ويفرح من الافعال التي تقوم بها بعض أزواجه أمامه مزاحا، وتروي السيدة عائشة رضي الله عنها فتقول: “أتيت بخزيرة طبختها، فقلت لسودة والنبي
بيني وبينها، كلي، فأبت، فقلت: لتأكلي أو لألطخن وجهك، فأبت فوضعت يدي فيها فلطختها وطليت وجهها فضحك النبي
، فمر عمر فقال: يا عبد الله.. يا عبد الله، فظن النبي
أنه سيدخل، فقال: قوما فاغسلا وجهيكما، تقول عائشة: فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله
”.
استبشاراً
قال سهل بن الحنظلية: أنهم سراوا مع رسول اللهيوم حنين، فأطنبوا السير حتى كان عشية فحضرت الصلاة عند رسول الله
فجاءه فارس، فقال:
يا رسول الله إني أطلعت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم، بظعنهم، ونعمهم، وشائهم، اجتمعوا في وادي حُنين.
فتبسم رسول اللهضاحكاً، وقال:
"تلك غنيمة المسلمين غداً، إن شاء الله".
أخرجه أبو داود "2501" والحاكم 1/237 والبيهقي 9/149 وغيرهم من حديث سهل بن الحنظلية.
يمزح ولا يقول إلا حقاً
أتت عجوز إلى رسول اللهفقالت: يا رسول الله ادعُ الله أن يدخلني الجنة.
فقال لها: "يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز".
قال: فولت –المرأة- تبكي.
فقال رسول الله: "أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله يقول: (إِنَّا أنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً* فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً* عُرُباً أَتْرَاباً) [الواقعة: 35-37].
رواه الترمذي في "الشمائل" ص204 عن عائشة
اللهم صل وسلم على رسولنا الكريم
م ن ق و و و و و و ل