هدهد سليمان قد عاد
ليزف الينا الأخبار
قال سيحلّق بعيدا
ويعود ليحكى الأسرار
هيا أسمعنا يا حاكى
يا محطّم كل الأسوار
حلقتُ فوق ضواحيها
فوق المآذن والقبب
ورأيتُ كيف الأطفال
تُذبَح هناك على النصب
ورأيتُ أسراب الحمام
وكيف أعجزها الهرب
فالأرض تأكلها النيران
وقذائف تخترق السحب
ورأيتُ غصن زيتون
يمتد من حمص ل حلب
ترويه دماء شهداء
بارزوا الموت فانسحب
يدوي صدى هتافهم
دمشق يامجد العرب
أيها الحاكى لا عجب
فالشام بلاد الأحرار
وستشرق يوما شمس
وستحيا بلادى دون حصار
أكمل أنبائك يا حاكى
واحكى عن باقى الثوار
رأيت شعبا مظلوما فعجبت
ما جرمه كى يُغتصَب
كى تُقتل زهوره فى الصبا
دون عذر دون سبب
أطفال تقذف بحجارة نار
والدمع كبحر من غضب
وجنين يصرخ فى الأحشاء
العمر بلا وطن لا يُحتسب
والثرى ينحت بدم الشهداء
فلسطين ملك للعرب
هدئ من روعك ياحاكي
قد أشرق فجر الثوار
سيعود الأقصى قنديلا
تاجا للعزة والوقار
بسواعد جيل الحرية
سنقطع دابر الاستعمار
هات ماعندك ياحاكي
أمازال لديك أخبار ؟
رأيتُ عروسا بثوب زفاف
تجلس فى مأتم أحزان
عجبتُ لذاك فقلت أسل
ما السر فى تلك الأكفان
قالوا المأتم فى الأصل عرس
والزوج شهيد فى جنان
قد ضحّى من أجل عروسه
كى تحيا فى العالم بأمان
رفض الجبناء العرس العربى
فاغتصبوا عروس الأوطان
والمجرم يحيا فوق الأرض
والشعب شهود والكل مدان
رأيتها كمثل عصفور سقط
فتكالبت عليه جياع الجرذان
فالكل قد هم وأدلى دلوه
يشرب الدمع ويمزق الفستان
وهي تصرخ تحت أقدامهم
تناجي في صدورهم بقايا الإنسان
فما أصعب أن تحيا الأم ليوم
تنظر فيه ولديها يقتتلان
فيغتال كل منهما الآخر
ويستقر في عمق صدرها السيفان
رأيت مصر فراغا معتما
الحلم فيها يحده قوسان
قوم حاصروا بيوت الله
ودعاة تاجروا بصك الغفران
كفى أنباء يا حاكى
قد فاق عمرى كل الأعمار
فأنا طفل يبحث عن وطنه
وبقلبه مرارة الصبار
عد الى دنياك يا حاكى
فقد جفت من أقلامى الأحبار
بقلمى/
دوك.ابراهيم رأفت
صاحبة القلم الحائر