قصة تحت الرماد
قصة قراتها منذ قليل
وحبيت تقرؤها معايا من تانى
واحب اعرف رأيكم فيها
القصة ليست من كتابتى
تاملته مروه وهو منهمك فيما يفعله دائما كلما زارهم يطلب ورقه بيضاء ويخرج قلم من جيبه ويشرع فى الرسم وهو يردعلى من يحدثه بكل تركيزالى ان يدخل اخوها جمال الى الحجره وقد اكمل ارتداء ملابس الخروج ويقول له
-يالا
كان محمد وجمال صديقين كأجمل ماتكون الصداقه فهم اصدقاء فى السراء والضراء والفشل...نعم الفشل فمروه مازلت تعتبر ان دخول اخوها جمال وابن عمتها محمد الى مدرسه صنايع متوسطه هو الفشل بعينه خصوصا وجميع اخوتها واخوته حاصلين على مؤهلات عليا وبعضهم من خريجى كليات القمه فما استهتار جمال ومحمد فى الاعداديه الا طيش اطفال حول مسار حياتهما الى الابد فهى ترى فى اخيها اشد ايات الذكاء وما كا ن له ان يكون اقل من مهندس فى احدى التخصصات الدقيقه بينما محمد ابن عمتها الانسان الراقي الفنان ذو الحس المرهف والموهبه المشعه فى الرسم كان من الجائز ان يصبح فنانا كبيرا نفضت عنها شرودها وهى تفكر فى زيارات محمد فقد اصبح يزروهم كثيرا على غير المعتاد صار وجوده شبه يومى فى منزلهم وفى يوم من الايام وبينما البعض يجلس والبعض خرج فوجئت محمد يعطى اختها الكبرى التى تدرس فى نهائى كليه الاداب ما رسمه قائلا
-احرقيها ...عشان فيها ايه كريمه
ونظرت مروه الى اختها التى خرجت من الحجره وقد نبت بداخلها بعض الشك بل كثير من الشك..منذ متى وهو يحرق ما يرسمه؟ ولماذ سلوى بالذات ؟ اليس من الممكن ان تكون الورقه تحتوى عباره حب اراد لاختها ان تقراها؟ والتفت اليه قائله
-محمد... ايه رايك فى ذكائى
وتعجب من سؤالها لكنه اجاب بلهجته الرصينه
ايوه يا مروه كلنا عارفين انك ذكيه بس قصدك يه؟
- اللى فى الورقه دى ممكن ماتكونش رسمه انت عاوزها تتحرق وانما كلام عاوز محدش يشوفه الاسلوى
وهب واقفا
-لا ده مش ذكاء ...دى قله ادب.
شعرت مروه بمن صب عليها ماءا باردا ما الذى فعلته ؟وكيف تظن انه يفعل ذلك ؟ وان اختها لو فعل ذلك ستستجيب له؟ لكنها كانت تشعر بشعور غريب دفعها لذلك الشك..شعور يقبض قلبها ويجعلها مغتاظه شعور لم يمر عليها من قبل فى سنوات عمرها ال 17 ابدا...وعرفته لكنها انكرته..اهى الغيره؟ وخرج هو غاضبا ينتظر جمال خارج البيت وذهبت الى اختها قائله بشىء من العصبيه
-حرقتى الورقه؟
ولدهشتها وجدت اختها ترد ببساطه
-لسه ..هحافظ عليها احسن دى حلوه قوى ورأت مروه الرسمه كانت عباره عن طائرتتكون اجزاءه من جمله (بسم الله الرحمن الرحيم)وتمتمت مروه
-طب خدى بالك منها تضيع او تقع ع الارض وحد يدوس عليها
وندمت على ماقالته له وظنت انه لن يعود لكنه فى اليوم التالى جاء وكان شيئا لم يكن وقالت له باقتضاب
-انا اسفه
ولم يرد ... كانت تعرف تكشيرته هذه جيدا وعبوسا يجعل مشاعرها الرقيقه ترتجف من هيبته وقال لها بعد فتره من الصمت
-متحاوليش تستذكى تانى
وصارت تعرف كل حركاته ونبراته وتتعجب من قدرته على جعلهم يضحكون حتى الثماله فقد كان دمه خفيف بدرجه لا توصف وسيم انيق جدا من يره يظنه على الفور شاب جامعى يعمل فى وظيفه مرموقه لا شاب فى الرابعه والعشرون ينتقل من مهنه بسيطه الى اخرى بسبب مؤهله المتوسط .كانت مروه تلتقى ب ولاء ابنه عمتها اخته يوميا فى المدرسه والدروس وفغرت مروه فاها فى ذلك اليوم وهى تستمع الى ولاء تصف لها جمال بالمرح والطيبه وخفه الدم بينما مروه واخواتها البنات لم يرين من اخيهن الا الاوامر والعصبيه والتحكم والصوت العالى وصلاحياته كانت تصل الى منعهن من الخروج واحيان الضرب لم تصدق مروه ان اخوها يملك ذلك الوجه الاخر فى الخارج بينما صعقت ولاء من حكايات مروه عن محمد وعن رهافه حسه وفنه ومرحه قائله انها اكيد تتحدث عن محمد اخر واخذت كل اخت صدمه قويه وهى تتأكد ان اخيها يظهر لهم فى البيت اسوا ما فيه بينما فى الخارج حبوب ومرح وطيب ووجدته مروه فى منزلها وبدون مقدمات قالت له
-بقى انت هنا كده الفنان الهادى وهناك زعيق وشتيمه وضرب فى اخواتك؟
-ده الطبيعى... يعنى عاوزنى اعمل كده هنا ازاى؟انا مش اخوكى اخوكى موجود
استفزت من بروده فهتفت
-وليه اصلا تعاملونا كده ...ثم انا مبعملش حاجه غلط ....انا لو اختك اصلا مكنتش هتلاقى اى غلطه تحاسبنى عليها.
-بيتهيألك
-ازاى؟
وقف امامها فحبست انفاسها وقال
-كنت هقولك اللبس ده مينفعش تروحى بيه الدرس
وهتفت مروه بحنق
-ليه؟
فاجاب
-برضه مكنتش هسمح لاختى انهاتقولى ليه ...الكلام يتنفذ بدون فلسفه
-ليه كل واحد عامل على اخواته سى السيد لكن بره البيت بيبقى الراقى المتفهم ؟
التقت اعينهما فشعرت بسواد عينيه العميقتين كأنه يشتت ثورتها عليه ويجذبها اما هو فقد مس قلبه خيطا من البهجه المفاجئه جعله يتقمص دور الكبير الذى يحادث طفلا صغيرا عابثا لينهى المحادثه
-روحى شوفى مذاكرتك
ودخل جمال وهو يسأل
-بتقولك ايه المفعوصه دى؟
وسارا الى خارج المنزل فى خروجتهم اليوميه وهى تستمع الى محمد يخبره بحديثها بشىء من الاستخفاف وتشتت ذهنها وهى تذاكر الفيزياء..ما الذى صارت تشعر به نحوه؟ لقد ادمنت وجوده فى منزلها...تعودت على لحظات شروده وهو يرسم ...صار تتذكر نكته حتى بعد ذهابه وتضحك عليها ثانيا وثالثا...لم تكن تشغل بالها بالغد..او تحاول توصيف مشاعرها...هى تعرف انهافى مرحله مراهقه..وتعرف ان قلبها ينجذب سريعا فى تلك المرحله ...لكن صارت تلاحظ نظراته اليها وتسعد بها اما محمد فقد دخل دوامه لا يستطيع الفكاك منها كانت تاسره بشقاوتها بشخصيتها كان يجتهد فى احضار اى نكات او قفشات مرحه حتى تضحك ضحكاتها الجميله التى لا تضع فيها انوثه ولا تعقل بل تضحك بعفويه طفله ومرت الاسابيع ومروه تجتهد فى مذاكرتها فى الثانويه العامه وهى تحاول ان تبعده عن تفكيرها بالقدر الذى يسمح لها بالتفوق بينما محمد لا يحاول ابعادها عن تفكيره وفى ذلك اليوم دخلت لتجده جالسا مع اخيها وقد ظهر على ملامحهم التصميم فادركت ان ولاء قد اخبرت محمد وقالت مروه
-مفيش داعى للى انتم ناويين تعملوه ..ياما بنات بتتعاكس وطول عمرنا اهالينا بيقولو لنا ان البنت المحترمه ماتردش وخلاص
وقال اخوها
-لما تبقى معاكسه الساعه 6 الصبح وانتى فى شارع هادى متبقاش معاكسه
بينما قال محمد
-بكره عندك الدرس ده صح؟
وهتفت خائفه عليهما
-يامحمد والنبى مش تتدخلوا وتكبرو الموضوع انا هغير معاد الحصه دى
والتفت محمد الى اخوها وكأنه لا يسمعها قائلا
-بص يا معلم...انت هتستنى هنا وانا بقى...
تركتهما يخططون لمعركتهما وهى تحاول المذاكره وانكار ان شعور ما بالسعاده يعلن عن نفسه ف خجل بداخلها واتى الصباح وبينما تسير مروه فى اتجاه مركز الدروس الخصوصيه اذا بالشاب الوقح يظهر لها ويبدا فى تكرار نفس العبارات وخطت بخطوات سريعه وهى تحمد الله فواضح انهما مازالا نائمان ثم انه هناك بعض الفتيات قادمات من خلفها ومن امامها وهاهى شقه الدرس على بعد خطوات...وفجاه برز اخوها من خلف الشاب بينما اتى محمد من الاتجاه المعاكس وبدأت معركه من الضربات كانا بالطبع هما الفائزان فيها وبينمامروه وقفت تستمع للشاب الذى يهتف
-اخر مره والله اخر مره
وزميلاتها يتضاحكن ويصفن الشابين بالوسامه والقوه ويتساءلن ترى لماذا يضربان هذا المسكين؟
وبينما كف جمال عند الضرب كان محمد قد انهمك فى الاشتباك وناداه جمال
-كفايه يا محمد
ولكن الاخر لم يستجب واستمر فى توجيه الضربات للشاب فهتف جمال به
-بقولك كفايه ...خلاص هو اتعلم الادب.
وذهبابثقه دون ان يلقيا اليها اى نظره تشى بعلاقتهما بها وظلت مروه طوال اليوم الدراسى واجمه شارده قلقه فرحه خائفه مأخوذه بما فعلاه وهى لا تصدق ان محمد بهذه الشراسه ...اهذ هو الوجه الاخر الذى يراه اخوته فقط؟ وعادت بيتها بعد يوم طويل لتجده جالسا شاردا كان يفكر فى مشاعره الغاضبه وهو يضرب ذلك الوقح الذى ضايق حبيبته نعم حبيبته ..لم يعد باستطاعته الانكار اكثر من ذلك والقت السلام وهى تسال عن اخيها ليخبرونها انه يأخذ حماما بينما انهمكت الاسره فى الضحك والتعجب والتندرمما حدث صباحا وتدريجيا اختفى الضجيج وصارا بمفردهما فرفع عينيه اليها وقال
-شكلك متضايقه
-اكيد مرتاحه من تأديبكم ليه بس بصراحه عمرى ماتخيلتكم كده...ضرب فى الشارع ولمه وهيصه و...انتم اول شباب فى العيله يستخدم الاسلوب ده و..
قاطعها بعنف
-اه ... ما هو احنا الوحيدين اللى بدبلومات... الباقى ناس راقيه
-محمد مقصدتش كده...انتم مش اقل من اى حد
-بطلى الكلام ده بقى يعنى بالذمه انا زى اخوكى المهندس ولا اخويا الدكتور ولا...
وفجاه ولحنقها الشديد على مؤهله الذى يجعل ارتباطهما شبه مستحيل هتفت
-وايه منعك؟ ليه مش ذاكرت فى الاعدادي؟ كانت صعبه انك تجيب مجموع ثانوى؟
-مكنتش صعبه ابدا لا عليا ولا على اخوكى لكن مكنش فى بالنا ولا كنا نعرف ان مصيرنا هيبقى كده واهالينا فرحانيين قوى بالولد الكبيراللى له شخصيه قويه على اخواته البنات حتى اللى اكبر منه وعارف هو بيعمل ايه ...مع اننا فى الواقع كنا لسه عيال ومش عارفين احنا بنعمل ايه ....مكنتش اعرف انى لما اكبر هضرب نفسى تلاتين جزمه انى مذاكرتش كويس
المتها جملته فقالت برفق وهى نادمه على التسبب فى جعله يتحدث بتلك الطريقه
-بعد الشر عليك ...ولا تلاتين جزمه ولا بتاع ليه بتقول كده؟
وقال بصوت خفيض فى الم
-مانتيش عارفه ليه؟
وسقط قلبها فى قدميها وهى تفهم جملته جيدا...فهو اعتراف بالحب مبطن بالالم كانت سعادتها بالاعتراف تمتزج بحزنها لحزنه ولم تعرف بما تجيب وانسحبت من الحجره ووجهها يشتعل بالاحمرار تاركه اياه يتنهد ومرت الايام وهو يفكر...لو انها دخلت كليه اداب او تربيه او تجاره فربما يصير زواجهما ممكنا ففى كثير من الحالات ستعوض القرابه والوضع المادى الجيد ذلك الفارق ..وبدأ ينمو بداخله بصيص من الامل واقتربت امتحاناتها وشحذت مروه كل طاقتها فى الفهم والاستيعاب وصار يقلل من مرات ذهابه فصارت تحاول ان تركز فى المذاكره وتكاد تنجح فى ذلك وهى تحاول عدم التفكير ف الغد ...كانت تهرب من مصارحه نفسها بأن هذا التفوق الذى تنشده سيبعدها عنه وظهرت النتيجه وطارت مروه من السعاده وهى تحصل على هذا المجموع العالى جدا بينما لم يصدق محمد ما يسمعه ...لم يكن يعرف انها بذلك التفوق بينما حصلت اخته على 90% ذا بمروه تحصد99%ووقفت امامه وهى شاعره بتمزق فى المشاعر بين الفرحه والخشيه وتصارع بين العقل والقلب وصافحها وهو يبتسم
-مبروك يا مروه
وزالت ابتسامته واكمل حزينا وهو يرمقها بنظرات لم تنساها فى حياتها
-صعبتيها قوى
حاوت التماسك وعدم البكاء فقد كان الموقف اكبر منها وهتفت لما رأت والدتها تقترب وهى تدعى المرح
-صعبتها يعنى على اختك؟ طول عمرى انا الاشطر منها
فهتفت والدتها
-لالا يا مروه ماتتغريش دى بدايه الطريق .
وبالنسبه الى محمد كان ذلك اليوم هو نهايه الطريق ...فى البدايه لم يتوقف عن الذهاب الى هناك ... ان لم يكن هناك امل الا انه لا يستطيع الا يراها وفى اول زياره بعد دخولها كليه الطب وبينما الجميع جالسين ناداها ب(دكتوره) وتعجبت مروه فهتفت فى بساطه
-مروه يا محمد
-لا مينفعش ...المقامات محفوظه.
لم تصدق ما تسمعه فقالت فى حنق
-انت بتبالغ قوى... مقامات ايه؟
- المقامات يادكتوره
وقال والدها بمزاح
-طب بقى من الناحيه دى هى لسه مابقتش دكتوره دى لسه فى سنه اولى .
وفى لحظه ما اصبحا بمفردهما ليقول لها
-شوفى لى جمال خلص ولا لسه يا دكتوره.
ونظرت له بالم وهى تدرك انه بدا يهدم ذلك الشىء الذى كان بينهما
-برضه؟
-ايوه ..خلصت خلاص .
ذهبت حجرتها وانفجرت فى البكاء وهى تشعر بمشاعر قويه متناقضه وتتساءل لماذا احبته؟
وكما اقتحم محمد حياتها فجأه اختفى منها فجأه لم يعد يذهب الى هناك الا نادرا و صار الاشتياق يعذبها وعندما تراه فى تلك الاوقات القليله صار يحادثها بلهجه رسميه...لم يعد ينطق اسمها ابدا..حتى لم يقل(دكتوره مروه) بل دكتوره وفقط...كان صعب عليها ان يناديها ب اللقب وتناديه باسمه مجردا وهو الذى يكبرها ب 7 سنوات فصارت تناديه(استاذ محمد) كم كانت الكلمه ثقيله على قلبها لكنها اضطرت الى ذلك وتدريجيا وبمرورالشهور وابتعاده عنها بدأ قلبها المراهق يكبر وينسى رويدا رويدا ولا تعلو دقاته اذا سمع اسمه انما كان الحنين يصيبها اذا رأته فتحاول نسيان تلك الاشهر المفعمه بالذكريات التى لن تتكرر بينما محمد حاول ان يدفن حزنه فى العمل سافر بالخارج وعمل فى مهنتين وصار يوفر كل قرش يحصل عليه وعاد بعد 3 سنوات الى الوطن وصار يقيم مشروع تلو الاخر ويقترض ويجازف ويستغل ذكائه وموهبته وكلما تقدمت فى سنوات الدراسه كان يتقدم هو فى مركزه المالى صار يقود سياره فارهه يلبس اغلى وارقى الماركات يبدو فى اعين الفتيات شابا ناجحاوسيما انيقا وكانت تتعجب كثيرا من طموحه الا محدود اماهو فلم يكن يحارب الدنيا ويجتهد فى انشاء كيان اقتصادى فى سنوات قليله من اجل اى امل فى الارتباط بها فهو يدرك ان كل اموال العالم لن تعوض الفارق بينهما وحتى لو وافق الاهل فهو لن يرضى لنفسه ان يقارنوه بها انما كان يشاكس الدنيا كما شاكسته يريد ان يثبت لنفسه انه ناجح وتزوج محمد زواج تقليدى بعقله لا بقلبه ولدهشتها لم تشعر بحزن وادركت ان مرور5 سنوات كان كافيالينسيها كل ماكان بينهما وان كانت فى يوم فرحه شعرت بوخزات فى قلبها تقول لها (هذاالرجل كان ليكون لك لولا الظروف) لكنها تجاهلت تلك الافكار وابتسمت وصافحته هو وعروسه ولم يفوته ان يقول لها
-عقبالك يا دكتوره .
ومرت سنتين اخريتين امتلك خلالهما معرضا كبيرا للسيارات فوق املاكه و اصبح محمد رجل اعمال ناجح بمعنى الكلمه وهو مازال فى الثانيه والثلاثين وتزوجت هى من طبيب شاب مازال فى مقتبل حياته تزوجته عن كثير من العقل والاقتناع وقدر لا بأس به من الحب كان ينمو تدريجيا بتعقل وهدوء على خلاف حب المراهقه الطائش سريع الاشتعال.كان منزل زوجهايقع بعيدا جدا على اطراف مدينتها التى ترعرت فيها ويوم زفافها وقف محمد يتاملها بحسره وهو يتعجب لمشاعره ..كان يظن ان كل شىء انتهى...فقد كانت تمر عليه الشهور دون ان يراها او يفكر فيها لكنه اليوم شعر ان تحت الرماد مازالت هناك جذوه صغيره لم تنطفىء وقف وهو ممسك بيد ولده وهو يشعر بها كأنها اليوم فقط تضيع من يديه وسرعان ماحاول الهروب من افكاره وهو يتمسك بكف طفله الصغير وينظر اليه فى حب كأنه يتشبث به لينقذه من الماضى . والتقته صدفه بعد زواجها باسابيع قليله فى منزل والدها ..جلسا متحفظين هى تحادث ولاء فى واد وهو فى وادى اخر مع افكاره يتذكر اوقات شبيهه وذكريات لذيذه مر عليها سنوات طويله واتصلت بزوجها ليلا ليأتى لاخذها فاخبرها انه مشغول فى المستشفى وفوجئت بمحمد يقول بلهجه بها القليل من المزاح والكثير من السخريه
-ايه؟ هتعوزى حد يوصلك للعزبه اللى اتجوزتى فيها؟
فوجئت تماما بحديثه معها وبلهجته تلك ولكنها ردت لتغيظه ببرودها
- لا... يوصلنى للكفر للى اتجوزت فيه
ثم همست ل ولاء
- -هوبيرخم عليا كده ليه؟
وعادت لتقول له وهى متعجبه من لهجته المغايره لتحفظه معها منذ سنوات طويله
- ماهى اختك اهى برضه متجوزه فى كفر زيى
-اختى مش دكتوره
بينما همست لهااخته ولاء
- معلش ...طنشى ...هو بصراحه كان مستخسرك تتجوزى فى المنطقه دى .
وتركت مروه المكان وخرجت للشرفه تستنشق الهواء بعمق وهى تدرك ان بعض الماضى الذى مات بداخلها مازال يحيا بداخله .