يصادف اليوم يوما كنت أحلم به معها ، فقد اتفقنا سوية أن يكون هذا التاريخ هو اليوم الذي يجمعنا سوية و للأبد ، كم خططنا و انتظرنا أن يأتي هذا اليوم ، يربطنا برباط مقدس للأبد فعلا ..
و لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، و لعله خير ..
أرى أن من واجبي أن اتذكر هذا اليوم و للمرة الأخيرة ، فلا يجوز لي أن اتذكره أكثر من هذا لأنه و بكل بساطة لا يجوز لي و ليس من حقي ..
سأذكر كيف التقينا ، و كيف كنا و إلى أين أصبحنا ..
كانت آخر أيامي في جامعة الزقازيق و كنت متوجها لإنهاء أرواق لأتمم عملية انتقالي إلى جامعة المنصورة حلم من أحلامي ، و في هذا اليوم التقينا بالصدفة و يشاء القدر أن تكون هيا الأخرى متواجدة في هذا اليوم لتتم تحويلها من جامعة أسيوط إلى جامعة الزقازيق ..
وجدتها هادئة متوترة منعزلة ، تتم حاجتها بهدوء وعصبية خفية ظهرت في حركتها المستمرة كما أنها كانت تحمل على يديها كتبا و أوراقا كثيرة ..
استمعت في نبرتها إتزانا ممزوجا بخوف لم أجد له مبررا غير أنها تعاني مما أعاني منه من أعراض مواجهة مرحلة جديدة و حياة مختلفة و مصير مجهول الملامح ..
استرقت السمع لأعرف ماهية ما هي فيه ، فعملت أنها ستتم أوراقها للالتحاق بالجامعة التي سأتركها ،، تركتها قليلا ثم ذهبت لأودع أخوتي و زملائي ،، فتصادف أني أجدها واقفة بينهم محتارة بما تحمله ،، فتجرأت و حدثتها و حاولت طمأنتها بأن الموضوع بسيط و لا يحتاج كل هذا القلق ،، فقابلت كلماتي باهتمام و أخذت تسمعني و أنا أنصحها و اطمنئها ،، ثم ادعو لها بالتوفيق و النجاح ..
ودعت زملائي و شققت طريقي تاركا خلفي حلم حياتي و حبيبتي التي لم أكن أعرف أنها ستكون يوما حب عمري و قصة لن تنسى ..
ذهبت إلى المنزل و ارتحت قليلا لأجدها تزورني في منامي و يتكرر موقف مقابلتي لها و حديثي معها ،، و اختلط حلمي هذا بحلم كنت أحلم به مذ كنت في المرحلة الإعدادية ، حينما كان يراودني حلم تكرر كثيرا بفتاة مجهولة الملامح ارتاح لرؤيتها و اشتاق إليها و أنا لا أعرف هويتها ،، ليتكرر هذا الحلم و لكن هذه المرة ينجلي الغموض و تظهر ملامح هذه الفتاة متجسدة في صورتها هي .. بأدق تفاصيلها ..
نعم ، لقد قابلت فتاة أحلامي حقا ،، التقيتها و وجدتها أخيرا ،، فأقوم منتفضا من مضجعي لأقف لحظة و أنا في حالة من الذهول الممزوج بالغرابة و تيار من السعادة الباردة يسري في جسدي مسببا لي قشعريرة جعلت جسدي ينتفض ..
قمت لأحدث أحد زملائي القدامي ممن كنت قد ودعتهم و تعودت على محادثهم على الانترنت بصورة شبه يومية ،، فيراودني و يغالبني فضولي لأسأل زملائي عنها ،، فاسمع منهم عنها كلام تطرب له الأذن و يدفعني لمعرفة المزيد عن هذه الشخصية التي أثرت فيهم بهذه الطريقة ليذكرونها بكل خير ،، ثم جاء السؤال الذي أتي كالصفعة على وجهي لتفيقني من حالة الذهول التي كنت فيها : لماذا تسأل عنها بهذا الشكل ؟
فاتلعثم و يظهر توتري من خلف الشاشة في كلماتي الغير حية ،، لأقف بيني و بين نفسي و أطرح على نفسي هذا التساؤل ، فأجيب بكل تلقائية بأني قد حلمت بها و قد كنت مرتاحا لها حينما حادثتها و قد بدأت تلفت نظري و إعجابي ،، فأجد ردا مقابلا بأنها فتاة محافظة و من بيئة لا تسمح لها أخلاقها بالحديث مع أحد أو الارتباط بأحد ،، لأجدني و بتلقائية و جرأة لم أعهدها مني قائلا : أني اتمنى أن تصبح حلالي ..
لأجد زملائي في حالة من الذهول و الصدمة و يأتيني الرد بأنهم لا يعرفون ماذا أريد منهم ليفعلوه .. فأرد قائلا بأن يحاولو أن يعرفو بطريقتهم إذا كانت على استعداد لمثل هذا النوع من الارتباط .. " أعطنا أسبوعا لنقوم بما يلزم و نرد عليك " كانت هذه كلماتهم الأخيرة لي لأعيش أسبوعا من جحيم الانتظار ..
تــــابعوني ..
07-07-2012