بسم الله الرحمن الرحيم
كلمات لا أعتبرها أدبية الملمس انما اعتبرها وصفية الحال .. ولكن رب حال يوصَف يرثي له القلب .. !!
......................................
مقال بعنوان : : بيييب بيييب سندوب وفاضي .. ::
بينما أنا قد عزمت علي العودة بعدما أديت امتحاني ..والجو شديد الحرارة .. شديد الازدحام
والجسد كأنه صاج موضوع في فرن .. ولا أطيق الوقوف .. وقد زادني الحر إرهاقا ...
وعادة المواصلات في بلدنا العزيز .. ازدحام .. استغلال .. تطفل وتسابق للوصول إلي أي سيارة تقل أي احد إلي مكان ذهابه .. لاهناك سيارة أجرة ارتضت بالوقوف لكي تقلني إلي مكان الذهاب .... ولا ميكروباص خالي لكي أجد لي فيه مكان .. إلي أن أتي أتوبيس .. كحيان .. عادة الأتوبيسات المصرية العامة ..( بييب بييب سندوب سندوب) .. وقد كنت واقفا أمام جموع من الناس .. ولحظة وصول هذا الأتوبيس .. قام الناس بدفعي ومزاحمتي .. وكأني لست موجودا أمامهم .. ولكن الكل ينظر إلي مقعد يريد الوصول إليه .. – حقهم –
أما عني فقد جلست علي مقعد في منتصفه وبعدما امتلأت المقاعد بالركاب .. ظل الكمثري :: ونطلق عليه التبّاع :: ينادي سندوب وفاضي سندووب سندووب .. وكأن تلك الصفيحة المستطيلة التي تُحمل علي أربع عجلات .. مساحتها الأمتار وفيها المئات من المقاعد لتسع كل هؤلاء البشر .. فهل هذا جشع أم طمع ..!؟!! أم عيب فينا أم فيهم ..؟
لكن ليس هذا ما أقصده من كتابتي لهذا المشهد إنما وأنا جالس استمع بعض الأغاني الهادئة في سماعة هاتفي المحمول .. ومن جانبي أناس متكدسين يقفون رافعين أيديهم يمسكون في عمود حديدي معلي في السقف لتلك الصفيحة في ممرها .. بينما أنا أتطرق في وجوه الناس .. ما شد انتباهي في هذا اليوم .. تلك المرأة الشابة .. تقف وسط اقرأنها من النساء ... بجانبهم رجال .. وأولاد ...وكانت تلك المرأة تحمل طفلا .. قد عاني من حرارة الأتوبيس وحرارة الجو وحرارة من حوله من الناس .. فقد كانت أمه تتكبد العناء لتقف بثبات حتي تحمله دون إقلاقه أو إيقاظه في نفس اللحظة تقف أيضا رافعة يداها اليمني لتتشبث بذلك العمود الحديدي .. فسالت نفسي أنا لو مكانها واحمل طفلا علي يدي .. ورافعا يد أخري .. وفي تلك الظروف هل سأطيق ذلك ؟ وان استطعت كم من الوقت سأتحمل ..؟ وما رايته علي وجه المرأة من معاناة .. جعلتني متألما لها ولطفلها الذي لا يشعر ضراوة هذه الدنيا وتلك الأم الحانية علي ابنها .. والمتحملة لتلك القساوة التي في قلوب البشر .. ؟!
وعلي الرغم من إرهاقي وتعبي الشديد .. أرسلت تلك الأم في وجداني قوة لتحمل تعبي .. ولكني لم أتحمل تعبها .. فناديتها من وسط السيارة كلها لتجلس مكاني .. لا أقول ذلك لِأُظهِر شهامة أو غيرها .. ولكن تعجبت لتلك الناس الجالسة غيري لأنهم لم يخطر ببالهم تألمها .. .. لم يضعوا أنفسهم أو زوجاتهم أو أمهاتهم في مشهد مماثل .. فمتي ستعم الرحمة بيننا ؟!....
فهل من بلد ينصلح حالها دون انصلاح حال اهلها ..؟!
فقد تبدلت الرحمة وأضحت القسوة لباسها ..
ولا كلام سوي عن ساس يسعي لعرشها ..
وهم في فرقة .. لا تسر سوي عزالها..
حسرة علي قلوب نسيت تقوي الله في حالهم وحالها ..
وشكرا ..