ملحمة في السماء ..تغيرت الأحوال .. فبعدما كانت الشمس مشرقة .. صار الغمام ينتشر في السماء ويسدل أثوابه علي أشعة الشمس .. وكأنه طلب منها الرحيل فانصاعت لأمره ورحلت منكسرة .. تتباطئ في الرحيل .. وأخذت تلملم باقي أشعتها وراءها وكنت واقفا في شرفة حجرتي .. أتتبع خطوات الشمس الراحلة عن عنان السماء .. فأيقنت أن السماء ستودع الشمس بقطرات من المطر .. ظننته مطرا خفيفا عابرا .. فحدث عكس ما تصورت ..
انقطع التيار الكهربي .. وانطفأت الأنوار المصطنعة وما تبقي لي غير ضوء مصدره طبيعي . .. . هل تتصوره معي ؟!
تخيل لو أن هناك وريدا تشجرت منه شعيرات ..تندس بين طيات السحاب وطبقاته .. هذا الوريد لا يجري فيه دم .. لكن يجري فيه ضوء .. انه البرق ..مصدره في بداية الوريد .. يجري فيه الضوء علي فترات متباعدة .. كأنك أعطيت مصباحا لطفل .. يلعب به .. فيضئ النور ويطفئه .....- - أقصد التشبيه الظاهري - -
فتجد جزءا منه يضاء ويضئ السماء .. في جانب .. وجزء آخر يضرب السماء في جانب آخر .. هكذا كان البرق يضرب السحاب ويشقها كما كان يفعل مع السماء ..
وثارت في نفسي المخاوف فتلك اللحظات تكون معدودة في حياتي .. حقا أخافها .. وفي تلك اللحظات أيضا لا ينطق فمي سوي : سبحان الله .. بديع السماوات والأرض .. وكأنني أنتظر شيئا وانأ واقف في شرفتي .. أراقب تلك التغيرات .. انتظرت أصوات الرعد .. المخيفة .. انتظرتها بشغف لا للاستمتاع بالمشهد .. لكن لكي يزيد خوفي .. وهنا بدأت ملحمة بين ضربات البرق والرعد .. تتلاحق متعاقبة كما تتلاحق الأنفاس .. عندما يهيمن البرق يظهر شرارات الضوء في السماء التي تخطف الانتباه حتي وان كنت جالس في غرفتك غالقا أبوابك .. تجد علاماتها في شباك الغرف ..
وإذا كانت الهيمنة للرعد .. فإذا بصوت يضرب السماء وكأن الصوت فوق رأسك .. علي باب أذنك .. ولكن هل نسي كلاهما .. أن هناك فارسا ثالث سيتقاتل معهم ... ألا وهو المطر .. "" الغيث "" .. نعم هذا الفارس الذي يخطف كل الأضواء .. ويأتي صارعا للبرق والرعد .. ويرفع راية نصره علي السماء .. وتتساقط جنوده علي الأرض .. لا تتساقط انهزاما ولكنها تتساقط انتصارا حاملة الخير للأرض .. حاملة الاطمئنان للقلوب البشرية .. حاملة استعادة السماء لصفائها ونقائها .. تأتي قطرات المطر مبشرة للشمس .. بمعاودة اشارقها ..
هكذا كانت ملحمة في السماء .. بعدما انتهيت .. دخلت إلي غرفتي .. وتضرعت بقلبي إلي الله .. وصليت ركعتين لله عز وجل .. ودعوته فقد كنت أعلم أن أبواب السماء قد انفتحت .. فاللهم لا تحرمنا الغيث ..
أتمني انها تعجبكم ويكون تصويري كويس حتي لو بحاجة قليلة ..
ومهما الواحد هيوصف طبعا لحظة زي دي مش هيعطيها حقها ..
تقبلوا تحياتي ..محمد الجندي