أهدتني ميدالية ..
قطعة خشبية مزينة .. لها من الشكل جمال وبريق .. اختطفت قلبي لما أهدتني اياها .. مرسومة علي اسم حبيبتي .. و عليها لون فضي لامع .. فرحت جدا بها .. وقلت لها هكذا لن يفارقني اسمكي .. هكذا سأنظر اليها .. سأنظر الي أحرف الميدالية .. كل حرف له في قلبي رواية .. كل حرف له من الشوق حكاية .. وقررت أن أضع فيها مفاتيح خاصة بي .. لتلازمني الميدالية أينما ذهبت .. ما خجلت قط من اظهارها أمام أصحابي .. أمام أهلي .. ولما يراها أحد .. يسألني عنها .. وعن صاحبتها .. وأكتفي فقط بالابتسامة .. وفي مرة ما تذكرت أني نسيتها ..
حينها شعرت أن الكثير ينقصني .. وكأن وزني قل .. أو كأنما شئ أساسي .. أفتقده ..فيضيق صدري .. وتظهر علامات الضجر والتأفف ..
ولما مر الوقت عليها ..كانت تزداد بريقها في عيني علي الرغم أن ذاك اللون الفضي أصابها البهت والاضمحلال .. ولكن قلبي كان يقدر قيمتها مع الوقت أكثر مما كانت عليه ..فهو يعلم أن قيمة الأشياء ليست بظاهرها ولكن بمعدنها ..
وفجأة .. أرادت تلك الميدالية الخشبية ..أن تفارق مفاتيحي .. !!
أرادت مخاصمتها .. كما أرادت أن تفارق دفء أصابعي ..!!
وحاولت أن أزود سلسلتها بالحلقات حتي تزداد تماسكا ..فما أثر فيها ذلك .. وأصرت علي المفارقة والخصام .. فما وجدت من قلبي الا الخضوع لرغباتها علي الرغم من حرقته وتألمه لهذا .. الا وأنه آثر أن يريحها .. طلب منها أن تبقي علي علاقة طيبة . لـــ تتذكر مفاتيحي وتتذكر أنها كانت تقارنها أياما ..
فتلك كانت ولا تزال .. ميدالية في قلبي ذهبية .. لها قيمة روحية ..

