1/**مـــدخـــل،،
قلب حائر شريد،،على مرافئ التيه يعاود الخطى..أقفرت من حوله كل الدروب،،فاستمرأ الوحدة حتى ما عاد يغريه وقع خطاهم من حوله وإن كان يمد يديه ليبلسم جراح غيره..وبين الفينة والأخرى يتحسس نزف جراحه فتلسعه الحقيقة..ويتنهد..ثم يهتف بوهن:علها مع الأيام تُشفى...
أما صاحبته فليست بأسعد منه حالا..فقد أرهقها هذا القلب المعذب الذي بذل أحاسيسه عذبة فجنى من خلفها كل ألوان العذاب..صندوق ذكرياتها يضج بصنوف من الأسى حملت هي مرارتها..مضت بها الأيام ما إن تداوي جرح حتى يفجعها نزف آخرٍ جديد..وحدتها بين أخوتها الذكور،،عذابات بيتهم الصغير،،خلافات الأهل..وحتى تلك الطفولة التي ما خلت من فرح كانت تحمل بعضا من ذكريات الشجن..فمازالت ليومها تتحسس وقع عصى المعلمة على يدها الصغيرة عندما أخطأت الإجابة ذات يوم...
كانت((مها))من أولئك القلة الذين يمنحون للعطاء صورا بهية دون أن ينتظروا ثمنا..وفي نهاية المطاف يدفعون الثمن وحدة وشقاءا
غربة سقيمة وصمت موحش يطبقون على جدران هذا البيت..أب متسلط وأم تنكسر وحولها يتحلقون صبيتها يتناوبون البكاء..
جاء صوته الأجش ليبدد صمت البيت:سنرحل من هذا البيت لآخر اشتريته بميراثي من أبي..
هتفت بصوت يشبه الهمس:لكن لأخوتك حق في هذا الميراث!!
تجهمت تعابير وجهه وصرخ بها:لم أطلب منك رأيا ولامشورة،،ما أقوله هو ما سيكون وليس لأحد أن يعترض...
((خنقت عبرتها أو خنقتها العبرة..لابأس فكل أحاسيس الحزن تتشابه..))
عشرة أيام مرت كان الكل يعلن حالة الاستنفار للتأهب لسكنى المنزل الجديد..بينما قلب واحد وسط هذا الزخم كان ينبض بالوجع دون أن يقوى على أن يبوح بما بين حناياه..
سألت أمها:أمي هل أنتي سعيده بهذا البيت الذي سيقطع ما تبقى بين أبي وأخوته؟؟
رمقتها بنظرة أسى وهتفت:بالطبع لا،،لكن من يملك الاعتراض على قرارات أبيك؟؟
فرت دمعه من عين مها..ورفعت رأسها للسماء:
يارب كن معي...
يـــتـــبع
تم التحديث : 03 - 04 - 2012
الحلقة الثانية
الحلقة الثالثة
الحلقة الرابعة
الحلقة الخامسة
الحلقة السادسة
الحلقة السابعة
الجزء الثاني
الحلقة الأولى
الحلقة الثانية
الحلقة الثالثة
الحلقة الرابعة & الخامسة
الحلقة السادسة