الكاتب: وقد استيقظ زيزو من النوم في كسل وهو يتمطع ويتثاءب وينظر للمخدة بحنين ورغبة علها تناديه من جديد.. فينكب عليها مرة أخري ليغط في نوم لذيذ..وقد تعود من المخدة والسرير معاملة سيئة..وهو يستحقها..فأي شيء يستطيع أن يحمل كائن مثل هذا بمنظره المُريع الُمشمئز النتن!..وبجوربه الذي له رائحة الجيفة..ولو كان لهم أيادي لألقوه بعيداً.. وكسروا ورائه قُلة!!..الكاتب والبطل
وقد استيقظ بعين معمسة ورائحة فم كريهة منتنة-كالعادة- وكأن تلك الجيفة التي في جوربه انتقلت في فمه وتعكس عدم حرصه علي غسل أسنانه وفمه قبل النوم...بالرغم من أن أمه تنصحه دائماً قائلة:
يامعفن اغسل سنانك قبل ماتنام..يامنيل سنانك هتسوس..ياواد الشمامة هتشمك!.. ولا حياة لمن تنادي...!!
......................توقف مفاجئ وغريب
...................
البطل(زيزو): cut........استني ياعم الكاتب.. متحسّن ألفاظك شوية.. عمّال تقول معفن ومنتن ومعمس...إيييييييه..!! هوا أنا ماليش أهل يسألوا عليا.. متقتلني أحسن ونخلص بقه بدل حرقة الدم دي...!
خليك حلو كده وقول عليا كلمتين حلوين.. ليه مركزْ علي السطحيات دي.. عايزك تدخل جوايا..تحسني ياأخي..خُش جوايا في نفسيتي.. خش جوه الشخصية..هتلاقي الطيبة والحنان..
الكاتب:(منتفضاً من الدهشة وقال في غضب): ايه ده من اللي سمحلك تفتح بقك...ده محصلش في تاريخ الكتابة أبداً...وكمان بتقول لي أكتب إيه ومكتبش إيه..!متيجي تقعد مكاني..متيجي يآخي تألف إنت...!! أنا حر.. وأقول اللي أنا عايزه...إيه رأيك بقه..إني مش هخلي اسمك زيزو..ده ميلقش بيك...دا أنا بدلعك وبقولك..زيزو......!!..لااااااااا... لازم الإسم ده يتغير فوراً..اسمك غير ملائم مع شكلك تماماً ومع الرغي ده
البطل: (مقاطعاً) ليه بس كده..خليك كول..وروق شوية احنا لسه علي الصبح..!وبعدين تعالي هنا..يلا قومني بسرعة من علي السرير علشان نشوف بقيت اليوم.. انجز كده في الوصف..وبطل لكلكة شوية..ودخل معايا بنت في الحوار كده علشان يبقي لطيف..(يغمز له ويبتسم) ومتنساش بقه المشاهد اللي إنت عارفها.. عارفها انت! مش كده برده يانمس..! وعايزك برده تخليني كده بطل الأبطال.. وواد حبيب..عايزين برده حب وغرام..يالا شد حيلك كده يابرنس....
الكاتب(ومازال محتفظاً بغضبه) عايزمَشاهد ساخنة يا وِسخ...!! ماااااشي..أنا هعلمك ازاي تنط كده وتتكلم من غير إذن..لازم فعلاً أربيك..
واياك تقول لي تاني يابرنس أنا مش قاعد معاك علي قهوة..إنت فاهم ولا لأ...!
............استمرار القصة......................
ويحاول العفش القيام من.......(لم يكمل)
...........وتوقف مرة أخري..........
البطل:cut.... بتقول: العفش...!!
الكاتب:..آه..بمزاجي..أنا الكاتب هنا مش إنت..وبلاش تفتح بقك...بقك ريحته زفرة..
حرام عليا والله..أنا كده بعذب نفسي لما بتملي في شكلك الغريب ده وبُقك أبو ريحة وحشة دي....ياريت بقه تخرص، خليني أكمل القصة...
الأول نخلي ريحتك حلوة شوية ونشيل العماس ده من عينك بدل ما انت قرفنا كده.. مأنا اللي هفضل أتعامل معاك لآخر القصة الملعونة دي....!!
البطل: قشطة.. شكلك هتظبطني ياأبو الكتّاب ياجااااامد...!!
...........استمرار..........
وكان العفش............
..........توقف مرة أخري........
البطل: العفش ليه بقه تاني مش انت هتظبطني.. إيه بقه....رجعني زيزو تاني علشان خاطري...علشان خاطري..يلا بقه..
الكاتب:تصدق إنت رزل صحيح...ورغاي...وشكلي مش هعرف أكمل القصة دي معاك ياابن التيت...اهمد بقه..دا انت لسه مقمتش من مكانك.. امال لما تقوم بقه من علي السرير وتصحصح..هتعمل فيا إيه...؟! إنت شكلك كده هتتعبني...!!
البطل: اعتراض....أنا غير موافق...
الكاتب: (في عصبية شديدة ولم يعد في قوس صبره منزع) نعم ياخووووووويا...!!! مين انت علشان تعترض ياجربوع.. طييييييييب... بُصْ بقه!...أنا غُلب حماري فيك..
أنا أخليك أخرص أحسن علشان تبطلْ رغي وبرطمة في الكلام...
...........استمرار.......
كان "العفش" أخرصاً يعني( مش بيتكلم خالص ولايعرف لغة الإشارة: أي أنه فاقد التواصل مع المخلوقات بصفة عامة)..وقد استيقظ من النوم في كسل وقد غسل أسنانه جيداً بالمعجون قبل النوم مع إنه واد معفن،..و.....
....وتوقف مرة أخري...
الكاتب:...(يتأوه من كثرة الضرب) آه..آه...ايه ده...!!! انت بتضربني وبترفس...وكمان بشرابك المعفن ده...أنا الغلط مني..نهارك أسود....الآن ستأتي نهايتك..!
يكتب الكاتب بسرعة بدون تفكير:
وكان العفش مبتور الأيدي والأرجل..مشلول لايتحرك...ولايتكلم...ولايري..ولا يسمع..
ثم...حاول الكاتب بعدما فعل كل هذا أن يكمل قصته ولكنه
فشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــل..
وأدرك بعدما أخرصه وقطع رجليه ويديه لم يعد هناك داعي لإكمال القصة فلم يعد هناك بطل بل مجرد ميت يقبع علي السرير....
وفي لحظة غريبة...
تأمل الكاتب حال بطله ملياً في شيء من الحسرة، وأدرك فعلته في لحظات غضبه وتعنته ثم قال لنفسه في ندم:
لقد قتلته....كيف سأُكمل قصتي الآن..!!!
أخذت الأفكار تدور في رأسه.. وقرر إعادة القصة من جديد..ثم قال:
سأكبح جماح غضبي وسأتحمل أي استفزاز.. حتي لا أصل به إلي تلك النتيجة.
بدأ الكاتب قصته.. وفي كل مرة بفعل مافعل ويزيد بقتل بطله قبل أن يبدأ قصته.. حتي فشل في النهاية في الحفاظ عليه من القتل.. فصرخ في نفسه قائلاً:
كيف أكون بهذه البشاعة.. إنني أقتله في كل مرة وفي كل فرصة يضيع مني..
وفي قلة حيلة قال لنفسه...الآن هذه المرة لن أصُبح قاتلاً.. ثم كتب:
وقد استيقظ زيزو من النوم في كسل وهو يتمطع ويتثائب..وقبل أن ينطق بأي كلمة...
عاد للنوم مرة أخري....!(النهاية)
تمت
بقلم: محمد فهمي الزحاف
منتظر آرائكم وملحوظاتكم