سمكة زينة - بقلمى
كنت أحب أسماك الزينة حتى سمعت قصة سمكة خرجت من ماء البحر لتُوضَع في حوضٍ للأسماك ... ألقت نفسها فى حوضٍ لا يتجدد ماءُه إلا مع الوقت جَرَّدت نفسها من الحنان الذي كان يُعطِيه إليها البحر لِتَضع نفسها فى ذلك الحوض عديم الحنان وتجرد نفسها من الحرية المطلقة التي كانت تشعر بها لتُحْبَس في ذلك السجن الزجاجي تنتظر مواعيد طعامها بفارغ الصبر.
وَجَدَت تلك السمكة في أول وجودها في ذلك الحوض اختلافاً واسعاً بينها وبين الأسماك الاخرى ... فهي تُدرك في قرارة نفسها أنها من الأسماك النادرة التي لم تُخْلق لتُوضع في ذلك الحوض .... وتمضي الأيام يوماً تِلوَ الآخر لتَسْتَمِع - نتيجةً لِفَرِاغِها - إلى قصة كل سمكةٍ اُخرى تُوجَد معها في نفس الحوض وتُصَنِّفها تصنيفاً خاصاً بها .. لكن فى النهاية يفشل تصنيفها حيث أدركت أنهم جميعاً من نفس النوع !!!
تلك السمكة وهؤلاء الأسماك يملكون من الغباء ما يكفي جميع أسماك البحر مجتمعين ... لكن مع الوقت تَكتَسِب الذكاء من تلك التجربة .. فتسأل نفسها إذا كانت تدري ماذا سيحل بها ؟؟ وإن كانت تدري سبب ما يحدث فما سر اقترابها من شبكة الصيد ؟؟ وتظل تفكر فيما فعلت بنفسها وتعيد الكرة فتسأل نفسها العديد من الاسئلة التى لم تخطر على بالها من قبل .
وفى المقابل يظل البحر يفكر فى حالها لكنه يُسَلِّم إلى الحقيقة الواضحة أمام عينيه ... إنها سمكة هوجاء طائشة تندفع مع الأسماك الأخرى إلى شبكة الصيد لتستكشف ما يوجد بها ... سمكة معقدة قادها الفضول إلى شرِّ أعمالها فهي لا تدرك الفرق بين ماء البحر وذلك الماء الذي يُوجد في شبكة الصيد !!
يفيض بتلك السمكة حالها فتُرِيد العودة إلى ذلك الحنان وتلك الحرية .. فيترددان كلاهما في استقبالها مرة أُخرى .. أدركت في النهاية أن مخاطر وجودها فى ذلك البحر لا تُضَاهِي تلك الحرية التي فقدتها وذلك الحنان الذى ألقت به خلف ظهرها فتحاول عديداً العودة لكنها تفشل في كل مرة ... لكن عندما تَسْنَح الفرصة يُوجد الامل وعندما لا تسنح يُخلَق الأمل ... تنجح تلك المرة وتحرر نفسها من ذلك الحوض بصورة غريبة حيث ينسى صاحب الحوض تلك السمكة في مياه الحوض - او تجعله يتناسى وجودها - قبل تجديدها فتسقط أثناء إلقاء المياه في ماء البحر .. فتُصاب السمكة بالإختناق - أثناء سقوطها - لكن مشيئة الله تجعلها تصل الى مياه البحر قبل أن تفقد رَوْحَها .... فَيَا لَه من شعورٍ رائع حين تشعر بِلَذِّة الحرية والحياة مُمْتَزِجين ... ويستقبل البحر وجودها في الماء مرة أُخرى ويفرح بعودتها ويزداد شًعُورها باللَّذه فاحساسها بفرحة الاستقبال لديها لا توصف .. ومع كل ذلك ترفض الأسماك الأخرى عودتها إلى البحر مرة اخرى بعد رفضها له من قبل فيجتمعون عليها تحت قيادة أكثرالأسماك وأشدُّها فِتْكَا فَتًفْتًرِسُها .
فكرهت الأسماك كلها لكن يجب أن أُوِّجِه لِهَا كلمة : (يا من تخافين الحب .. احذري أن تكون مثل تلك السمكة .. فيكون خوفك هو الشبكة التى ستصطادك)
رد مع اقتباس
.gif "Fop (28)")
