" ذنــــوبُ الكبــــريـاءِ "
هـــى عنيدةٌ .. و هــو عنيـــد
هـــى وحيدةُ .. و هــو وحيـــد
رغم لين قلبهِ .. و رقة إحساسها
و رغم كثرة صحبهِ و رفاقها
يبقى كلاهما أسير الحدود .. !!
يثور بركـــانٌ بقلـــبِ كليهما
و الوجوه تتوارى بسترٍ من جليد
أعذارٌ تتوالى و لا تكادُ تنضب
تارةً خجلٌ و خشيةُ و أخرى بدعوى التقاليد .. !!
ذنوبُ الكبرياءِ فراقُ أحبةٍ
قبل اللقاءِ بزمنٍ مديد
و حسناته زهوٌ بنبلٍ و إباءٍ
و عزةِ نفسٍ عنها يزود
لـــكن حين تُدمى القلوب
فمذاقُ المنِ كمذاقِ الثريد
تأبى سبلهما أن تلتقى
و تأبى فى وجه الحياة الصمود
و كأن مدينةٌ بالكون خلقت لهم
يكاد ينير سناها الوجود
يخشاها قلبانِ تدانى نبضهم
كطفلِ بليلِ احتوته المهود
فلا يبرح أيهما أسرَهُ
ليدنو حلمٌ كان من قبلُ بعيد
تتمزق طرقات لم تكد تجمعهم
فتغدو القلوب أسئلةً بلا ردود
و روحٌ واحدةُ كادت تسكن ملكين
تمزقت فتمخضت عن قلبين
قلبٌ أسيرٌ و قلبٌ شهيـــد .. !!
أحمــــــد شـكـــــرى