القصة تبدأ عندما كان هناك صديقان يمشيان في الصحراء ،هناك آيات تستحق التدبر والوقوف طويلاً،فالله تعالى أمرنا أن نعفو عمن أساء إلينا حتى ولو كان أقرب الناس إلينا،فما هو سر ذلك؟ولماذا يأمرنا القرآن بالعفو دائماً ولوصدر من أزواجنا وأولادنا؟
يقول تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُواوَتَصْفَحُواوَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [التغابن: 14].
خلال الرحلة تجادل الصديقان فضرب أحدهما الآخر على وجهه.
الرجل الذي انضرب على وجهه تألم و لكنه دون أن ينطق بكلمة واحدة
كتب على الرمال : "اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي".
استمر الصديقان في مشيهما إلى أن وجدوا واحة فقرروا أن يستحموا.
الرجل الذي انضرب على وجهه علقت قدمه في الرمال المتحركة و بدأ في الغرق،
ولكن صديقة أمسكه وأنقذه من الغرق.
و بعد ان نجا الصديق من الموت قام و كتب
على قطعة من الصخر : "اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي ".
الصديق الذي ضرب صديقه و أنقده من الموت سأله :
" لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال
والآن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة ؟ "
فأجاب صديقه :
"عندما يؤذينا أحد علينا ان نكتب ما فعله على الرمال
حيث رياح التسامح يمكن لها أن تمحيها ،ولكن عندما يصنع
أحد معنا معروفاً فعلينا ان نكتب ما فعل معنا على الصخر
حيث لا يوجد أي نوع من الرياح يمكن أن يمحيها
ومن روائع القصص النبوي الشريف أن رجلاً لم يعمل في حياته حسنة قط !!
تأملوا هذا الرجل ما هومصيره؟إلا أنه كان يتعامل مع الناس في تجارته فيقول لغلامه إذا بعثه لتحصيل الأموال:
إذا وجدتَ معسراً فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عني،فلما مات تجاوز الله عنه وأدخله الجنة،سبحان الله ! ما هذا الكرم الإلهي،هل أدركتم كم نحن غافلون عن أبواب الخير،وهل أدركتم كم من الثواب ينتظرنا مقابل قليل من التسامح؟هل تقبل بنصيحة الله لك؟؟!
إذا أردت أن يعفو الله عنك يوم القيامة فاعفُ عن البشر في الدنيا..
يقول تعالى مخاطباً كل واحدمنا:
(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور: 22].فما أجمل الحياة بقلوب نقية صافية
تعلموا أن تكتبوا آلامكم على الرمال
و أن تنحتوا المعروف على الصخر