الوردة واللؤلؤة
ذات يوم التقت وردة جميلة ،رائعة الجمال ، شذية الرائحة ، زاهية الألوان ،
...بلؤلؤة لا يبدو عليها شيئ من هذه الصفات ، إلا أنها لؤلؤة حقا وصدقا..
تعيش في قاع البحار ولها خصوصيتها
فقالت الوردة للؤلؤة: إن عائلتنا كبيرة فمنا الورود ومنا الأزهار ،
ومن هذين الصنفين عندنا أنواعٌ كثيرة ، لا أستطيع أن أحصيها لك ، وجميعنا نتميز بأشكال كثيرة وألوان جذابة ولكل منا رائحة مميزة..
وهي تتحدث للؤلؤة..
فجأة علتها مسحة حزن وانقبضت مكتئبة!!
فسألتها اللؤلؤة : ليس فيما تقولين ما يدعو الى الحزن والإنقباض ،
فلماذا صرتِ هكذا ايتها الوردة ؟!
قالت الوردة : ولكن بني البشر يعاملوننا باستهتار ، فهم يزرعوننا لا حباً لنا
و لكن ليتمتعوا بمنظرنا ورائحتنا العطرة ، ثم يلقوا بنا على قارعة الطريق ،
أو في سلة المهملات والقمامات بعد أن يأخذوا منا أعز ما نملكه من النضارة و العطر والطيب ..
أنتِ يا أيتها اللؤلؤة حدثيني عن حياتكِ ، وكيف تعيشين؟
وما هو شعوركِ وأنت محجوبة عن البشر في قاع البحار؟
أجابت اللؤلؤة :
رغم أني ليس لي مثل حظكِ من الألوان الجميلة و الروائح العبقة ،
إلا أنني غالية في نظر البشر ، فهم يفعلون المستحيل ليحصلوا علىّ!
إنهم يشدّون الرحال ،ويخوضون البحار ، ويغوصون في الأعماق ليبحثوا عنّي .
قد تندهشين إذا أخبرتكِ أنني كلما ابتعد عن أعين البشر ،
ازداد جمالاً و لمعاناً ويرتفع تقديرهم لي واحتفاظهم بي.
. أنا أعيش في صدفةٍ سميكة ، وأقبعُ في ظلمات البحار ،
إلاّ أننّي سعيدة ، بل سعيدة جداً لأنني بعيدة عن الأيدي العابثة ،
ولذلك ثمني أصبح غاليا عند الناس.
عزيزتي أيتها الفتاة المسلمة :
هذه لؤلؤة وتلك وردة ..
إختاري لنفسك أن تكوني أيهما ، وردة تذبل
أم لؤلؤة تتلألأ