-
Pb Elite
ما فرق هولاء... يهلكون عند متشابهه..(1..)
يمتاز أصحاب الفكر المادي"أقولها عن عدل وقسط وليس عن هوى"
بالسطحية في معرفة أفكار المخالف وأصوله وتبريراته وأدلته
بل لا أكون كاذبا إن قلت أنهم لا يعلمون عن أفكارهم شيئا إلا ما أشربت قلوبهم منها
واطمئنت إليه عقولهم بما لديهم من معطيات واهية
وكنت أعجب عندما أقرأ عن أئمة الدين المجددين الذين من عليهم ربنا بمهمة الذب عن بيضة هذ الدين الحنيف
كنت أعجب من إحتوائهم لأفكار الآخريين وفهمهم لها ومن الإستقصاء عنها ونقضها بما لا يسع مؤصليها وضاربي أوتادها في قلوب من اتبعها اللحاق بهم في ذلك
مثال ذلك مناظرات شيخ الإسلام ابن تيمية للرفاعية والأشاعرة وغيرهم
وأيضا الذهبي ومناظرته لبابا نصارى دمشق عندما قال مقولته"حدثت أباهم ،فوجدته لا يعرف شيئا في دينهم"
والحقيقة أن إمامهم في ذلك وسيدهم الذي كان له السبق هو النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
وقصة مقدم عدي بن حاتم الطائي عليه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم معروفة مشهودة
فكان مما أصله لنا ربنا وبينه لنا نبينا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هو ما يسمى حديثا ب"المنهج العلمي" في البحث والتحرير والإستقصاء والنقد
فامتاز المسلمون في البحث في العلوم شتى أضرابها ، شرعيها وماديها
وامتازوا وبشكل فائق في تحرير المسائل والفرضيات
ويلحق ذلك الإستقصاء والتحري العلمي
أما النقد فذاك كله نجم المسلمين الساطع
فهم لا يظلمون ولا يميلون ويعرفون للناس حقوقهم بل ويثبتونها ولو كانوا أشدهم لهم مخالفة وعنادا وعداوة
وهذا مالم أجده عند أحد ولن أجده !!!
وهناك نقطة أخرى:ألا وهي أن النقد "الجاهل" خطأ لا يعذر فيه صاحبه
لأن من جهل حقه السكوت،فإن تكلم فقد حاجج نفسه بنفسه
وهو أهون من أن يكسر قرنيه في محاورة أو مجادلة
فأهل الزيع والبدع قاطبة ماديهم وغير ماديهم أصحاب أصول ولكن بلا أصول!!!
النقطة الثالثة: أنه لا يسع المسلمين ذوي هذا المنهج الأصيل في البحث العلمي أن يمتازوا بالسطحية أو الهوائية الجوفاء غير المتمحصة في صياغة ألفاظ دلالاية أو تركيبها بما يوحي ويوضح أصولهم أو أصول غيرهم
مثال ذلك ما حدث في الستينيات والسبعينيات من القرن الفائت عندما ظهر مصطلح "الإشتراكية الإسلامية"
فوقف من وقف من أهل الإصلاح لهذا المصطلح وبينوا خطأه وخبله! وضعف المنهجية البحثية فيه ونقضوا كل أكثر إن لم يكن كل أدلة المؤيديين والمفسرين والمدافعين
فاتهم أهل الإصلاح عندئذ بالسطحية_رمتني بدائها وانسلت- وفقد الذوق السياسي والفكري الواعي وإلى ما هنالك من تهم تلتصق بهم في كل عصر ثم بهتانا ثم بعون الله يحق ربنا الحق ويمكث في الأرض ما ينفع عباده ويجلي الحق الذي ارتضاه سبحانه لهم
فلا يسع مطابقة الإشتراكية بالإسلام إدعاءا أن الإسلام فيه ما تدعوا إليه الإشتراكية من عدالة ومساواة-مع كذب هذا الإدعاء أيضا- ، وأيضا لا يسع محاولة تقنينها أو الإيهام بتفنين الفكرة الإشتراكية بالمنهج الشرعي المعصوم، وهذا ما لايحدث في عند هؤلاء بصورة كافية حتى .
وأقصد بهؤلاء من يعلي هذه المصطلحات الغريبة والشاذة،أو يقبل الإنضواء تحتها ولو مرحليا فيدافع عنها أشد المدافعة
هؤلاء يمتازون -بالإضافة لقصور المنهج البحثي- بالإنهزامية ،حتى وإن ادعوا القوامة الفكرية
لذا فنحن نقول أنه يتوجب علينا الإلتزام بالمنهج العلمي والبحثي الأصيل وعدم اقتفاء أثر الذين لم ينتبهوا ولو جزيئا لما يقولون ويدعون ..
فنقول -وخاصة في ظل هذه الآونة والجدال حول الدولة المدنية وغيرها- لهؤلاء الذين يتكالبون بنقد أو معاتبة عليكم بالوضوح وعدم الإنزوء الذي أشبه ما يكون بتقية تضخم أهل الباطل وتضغط البسطاء وتحزن أهل الرؤية والبصيرة.(1)
مما يمتاز به الأصوليون كما ذكرت هو إلتزام الأصول وهي القرآن كلام الله زوجل والسنة وحيه سبحانه إلى نبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأيضا الحال الإستقبالي لهما عند القرون الثلاثة الأولة .
وكل من هذه الأصول يتفرع عنها فروع
ولعل كان ثقل حمل المهاجمين على الأصل الثالث وادعاء واتهام أهل الإصلاح بالرجعية وعدم مواكبة العصر.
فوضحنا أننا نقصد بالأصل الثالث وهو فهم السلف أصله لا البيئة المحيطة المتغيرة التي ستخضع لهذا الفهم والذي هو تطبيق الأصلين الأول والثاني
لقد كان هذا الأصل الثالث هو الضابط الفارق بين أهل السنة والجماعة عن غيرهم من أهل البدع والإلحاد.
فأهل السنة لا معظم عندهم ولا مقدم كلامه سوى النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
وعليه أي كلامه وأيضا ذاته الشريفين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يعقد الولاء والبراء
وهذا كان موقف السلفية الواضح الأبلج من المذهبية والعصبية الجاهلية المذهبية
فأصل المذاهب جميعها هو المتبع لا هي بذاتها

صورة مأخوذة من أحد المواقع الليبرالية العربية وتوضح مدى التخبط والسطحية وعدم فهم الآخر كما يدعون!!!
وإلا فالمذاهب ليست أربعة فقط ولا خمسة ولا ستة
بل تتعدد بتعدد الفقهاء المرضي قولهم وسيرتهم ،المعروض على الأصول الشريفة
لذا فلا ضير أن ترى شافعيا يعارض الشافعي فيما لم يبلغه أو مالم يبلغه اجتهاده وسعيه
بل هذا نفسه موقف جميع أئمة المذاهب الأربعة وغيرهم
وهذا الشافعي لما عرض عليه حديث لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
لم يبلغه من ذي قبل فذهب إلى رأي يخالفه فقال"قول رسول الله على العين والرأس"
فتعجب أحد الطلبة فقال"يا إمام تأخذ به" أي بهذا الحديث مع أنه يخالف مذهبك
فاحمر وجه الشافعي رحمه الله وقال"تراني خرجت من كنيسة،تراني أشد على وسطي زنارا،نعم أقبله قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم على العين والرأس"
وكان كل الأئمة على هذا الفكر السلفي الفاضل الرشيد لا يخالف أحد منهم الآخر فيه
و يمتاز أحد عن الثاني فيه
ولعل ما قد حدث من ربط بين الإمام أحمد رحمه بين هذا الفكر السديد هو تجليته له رحمه الله له لما وقع في المحنة فثبت على السلفية ولكن هذا لا يعني أنه من اخترعه.
أضف إلى ذلك أن الخلاف بين المذاهب في الفروع وليس الأصول.
يتبع إن شاء الله.......
-
Pb Elite
كلام جيد وعقلانى ومقبول
وفقت الى كل خير ومنتظرين
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى