النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: و في العطاء متعة ..

  1. #1
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    4,276

    افتراضي و في العطاء متعة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم



    قال لصاحبه وهو يحاوره :
    حين يستريح قلبك للعطاء من أجل الله عز وجل ،

    فسرعان ما تتوالد فيه مسراته ،
    فإن للعطاء لذة خاصة ، تفوق لذة الآخذ بما أخذ ..!
    ومن هنا كان الكرماء - ولا يزالون - يهتزون للعطاء اهتزاز الوردة لقطرات الندى تتفتح بها ، وتنتشي معها ..
    وإنك لواجد هذه النكهة المتميزة من السعادة التي لا يذوقها إلا أصحابها ،
    وغيرهم محجوب عنها حتى يكون منهم وفيهم ..
    وروعة هذه اللذة تتجلى لك إذا استشعرت رضا الله عنك وحبه لك ،

    ومباهاته بك في الملأ الأعلى ،
    ومع هذا كله :

    إعداده لك بيده سبحانه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ،
    ولا خطر على قلب بشر ..
    إنك لو تخايلت هذه الثمرات ومررتها على قلبك ،
    فلا بد أن تجد نفسك تشتاق لمزيد من العطاء ،

    ذلك لأنها كنوز ربانية لا تقدّر بثمن ،
    وهي تجارة مضمونة ، وأرباحها مضاعفة وأكيدة ..
    ولكن أكثر الناس عن هذه التجارة غافلون ، وهم في غيهم سادرون.
    - -
    إن قوافل النور لا تزال تسافر كل حين ،

    لتوصيل عطاء المحسن إلى اليد التي تحتاجها ،
    فلماذا لا تكون أحد المساهمين في حملة إنقاذ مسلم

    من براثن القهر والقتل ،و الجوع والفقر والمرض ،
    ومن القوى التي تتكالب عليه لكي تسلبه دينه ابتداءً وأرضه انتهاءً ..؟!
    من يدري لعل دراهمك في هذا الميدان هي خير عمل تَقْدُمُ به على الله سبحانه ..
    - -
    إن الانشغال بعمل الخير والمساهمة فيه ، ومد يد العون للآخرين :
    دواء لهموم كثيرة قد تعتري حياة الإنسان ، تكدّر عليه صفو أيامه ولياليه ..
    وحين يعطي الإنسان ظهره للآخرين ، متشاغلاً بهمومه الصغيرة

    وأهواء نفسه الأمّارة ،
    فلابد أن تصيبه ألوان من الغموم والهموم وضنك الحياة ،
    ولابد أن يجد في داخله فتوقاً وجروحاً متعددة ، قد لا يشعر بها في البداية
    بسبب جرعة التخدير التي يصبها الشيطان في قلبه ،
    غير أنه سيصل إلى اليوم الذي ستئن فيه كل خلية من خلاياه ،
    وقد لا يدري المسكين سبباً لهذه المعاناة التي تعصره عصر الآلة لنصف برتقالة ،
    فتظل عيناه تدوران في ذهول ، لاسيما وهو يرى كل شيء ميسراً بين يديه
    ومع هذا لا يجد الراحة النفسية ، ولا يشعر بالسعادة الحقيقية ..
    ولا يزال الخرق يتسع ، والدوائر تنداح ،
    حتى إذا أُُلهِم أن يطلق يده في وجوه الخير ،
    وينثر ما تجود به نفسه ، كما تنثر السماء الغيث على الأرض الميتة فتحيا ،
    حتى إذا فعل ذلك شعر بما يشعر به المريض عند تماثله للشفاء ،
    شعر أنه يخرج جديداً طازجاً على الحياة ،

    ليصافح بعينيه مفردات الكون في حب ..!
    - -
    وقبل هذا كله ومعه وبعده تذكر ما أعد الله سبحانه للمنفقين ..
    وتأمل هذه الآية العجيبة التي تدفع الإنسان العاقل دفعاً إلى البذل بسخاء :
    (
    من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسنا فيضاعفه له وله أجرٌ كريم )
    لاحظ كلمة ( يقرض ) مع أن المال ماله هو سبحانه ..!
    ويقرض من ؟؟ ( الله ) .. فهو قرض مضمون الأداء ..
    وليس هذا فحسب بل ( يضاعفه له ) .. أضعافاً كثيرة
    فتأمل كيف يهيج الله عباده للإنفاق .. سبحانه ما أعظمه ..
    * * *





  2. #2
    Pb Elite
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    al-mansoura
    المشاركات
    504

    افتراضي

    جزاك الله خيرا يا دكتور محمد والمسلمين

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •