لطفا بنا!!

[mohamed fadel]

...يحتاج الإنسان في كل الأعمار أن يري صورة جميلة لذاته تنعكس في عيون من يحب

وهي حاجة فطرية تولد مع الطفل ، وفي تجربة شهيرة أراد بها أحد علماء النفس أن يحدد

مدي أهمية العاطفة قام بفصل مجموعتين من المواليد مجهولي النسب في حجرتين في

المستشفي ، في الحجرة الأولي كانت الممرضات تعني بالأطفال وتقدم لهم الغذاء في

موعده ...وفي أثناء ذلك تلاعبهم وتحملهم وتحنو عليهم كما تفعل الأم ، في الحجرة الثانية

كانت الممرضات تعطي نفس الرعاية بالضبط ولكن دون عاطفة فتعطيهم طعامهم وتعني

بهم في صمت .
كانت النتيجة مذهلة ففي حين نما أطفال العاطفة نموا سليما سويا ، فقد ذبل أطفال

التجاهل وتساقطوا موتي الواحد تلو الآخر وبعد أيام كانوا قد ماتوا جميعا ، ماتوا بسبب

الحرمان من العاطفة والتواصل البشري .

يظل الحال علي ذلك علي مدار العمر ، تشقي الأم في خدمة أولادها ويرضيها منهم نظرة

الحب والعرفان ، ويتعب الأب وينفق من كده وتعبه في سبيل كلمة ( أبي ) تنطقها شفاه

محبة صغيرة ، والمودة والرحمة هي الأساس الذي ارتضاه ربنا سبحانه وتعالي لقيام

الزوجية بين رجل وامرأة كانا بالأمس غريبين وصار بينهما ميثاقا غليظا .

رغم التقدم المادي والتكنولوجي الذي وصلنا إليه اليوم إلا أن الكثير من الأسر صارت

تتجاهل العاطفة وتبخل بها ، ربما بسبب الانشغال وكثرة المسئوليات وربما بسبب الاعتقاد

الخاطئ أن ذلك من أصول التربية الحازمة ، فينشأ الصغار في حالة حرمان من الحب

والتقدير ، دائما أوامر ونواه جافة ، وتأنيب علي ارتكاب الخطأ ويذهب الطفل للمدرسة فيجد

ما هو أسوأ حيث صارت المدارس مع التكدس والانهيار التعليمي بمثابة مؤسسات عقابية

ولم تعد أبدا تربوية .

ينشأ الشاب أو الفتاة وهو يري لنفسه صورة سلبية سيئة في عيون من حوله ، يتهمونه

بالإهمال والكذب والكسل وو ، ولا أحد يقول له أنت مميز في كذا ، ولا أحد يرشده ويأخذ

بيده ليكون مميزا ، في نفس الوقت يري الحب علي الشاشة وفي الأغاني فيتوق إليه

وفي الجامعة يكون المجال متاحا لتعويض الحرمان والإحساس بأن هناك من يقدر ويهتم ،

حالة البنات تكون أسوأ لتكوينها العاطفي ورغبتها في الإحساس بقيمة جمالها ،وللأسف

مع ضعف الوازع الديني وافتقاد القدوة الصالحة والرغبة في تقليد النموذج الذي امتلأت به

الذاكرة من ساعات المشاهدة الطويلة أمام التلفزيون تتحول الجامعة إلي ساحة لتسول

الحب الفاسد والتظاهر بمشاعر زائفة وتسميع مقررات تلفزيونية تم حفظها عن ظهر قلب

واسألوا أساتذة الجامعات عما وصل إليه الحال اليوم .

مسئولية الأهل كبيرة بتحصين الفتاة بالحب والتقدير ،والرابطة القوية مع أسرتها التي

جعلها تخاف علي سمعتها ، وكذلك تقوية الدافع الديني والأخلاقي الداخلي ممثلا في

تربية الضمير ، وغرس فضيلة الرضا والتوكل علي الله وعدم تعجل الحصول علي غنائم

الحياة الدنيا ، وإيجاد بدائل مفيدة وجذابة للتلفزيون مثل العمل التطوعي مع المؤسسات

الخيرية في الاجازات وتعلم اللغات وحفظ القرآن الكريم ، أما الشاب فأمامه مجالات أوسع

كثيرا مثل العمل والرياضة والسفر .

القدوة أيضا شيئا هاما ، فماذا يفعل الشاب إذا رأي الرجل الكبير المتزوج والذي صار أولاده

رجالا لا يتورع عن انتهاز أية فرصة سانحة لملاحقة امرأة أيا كان وضعها ؟ أو لاحظ أن ( انتهاز

الفرص ) بصفة عامة هو من الأخلاق التي تمجدها الأسرة في مختلف المجالات ، أو كان (

موت التعاطف ) مع الآخرين صفة سائدة لديهم مما يجعله يستسيغ أن ينساق مع فتاة

ارتمت عليه ليتسلي بها ويتلاعب .

الأخلاق أعمق من أن تترجمها الكلمات ، لذلك لا عزاء لمن يعتبر أنه أدي ما عليه تجاه

أبناؤه لأنه نصحهم بالكلام فقط ، الأبناء يستشفون ما وراء الكلام ببراعة ويعرفون حقيقة ما

تخفيه نفوس المربين وهذا هو ما يؤثر فيهم حقيقة ، ولمن شاء أن يصلح أولاده عليه أن

يصلح أولا نفسه .

مايحتاجه الأبناء بشكل أساسي بيت دافئ تشيع فيه المودة والرحمة والتدين الوسطي

الذي يطابق الفعل فيه القول، وعيون الأهل المحبة التي تقول للبنت بالذات أنت في نظري

أميرة الفتيات وست البنات ،الفتاة التي لديها ثقة في عالم خير ونفس طيبة مشبعة بالرضا وامل في مستقبل افضل لن تتسول الحب وتهرب اليه

--------------------------------
بالحب تكتمل الاشياء ان كانت ركائزها الاخلاق

[asfourelgana]

فتح الله لك

وجزاك الله خيرا يا دكتور

وياريت كل اب ومربي سواء كان استاذ او دكتور جامعي او ولى امر

ياريتهم ياخدو بالهم من الكلام ده بجد

ويارب احنا كمان نقدر نتفهمه كويس نعمل بيه

لأننا ان شاء الله المربيين القادمين

مرة تانيه جزاك الله خيرا

تقبل مروري

[dr moory]

بجد كلام رائع
يا ريت كل الاباء يتعاملو بيه
واحنا كمان لازم نساعدهم على ده
جزاك الله خيرا

[تابعة محمد]

بسم الله الرحمن الرحيم
الواحد كل ما بيزيد التطور العلمى بيزيد اكتر ايمانه بربنا لانه يكون على يقين بان الله قد ختار حقا ما يناسبه فى دينه .
و المشكلة ان فى ناس بتفتكر الكلمة الحلوة او الابتسامة الجميلة بيكون ضعف ، و ناس كتير بتنسى ان الاسلام اهتم بالعاطفة و بالحب و لم ينكره لانه جزء من حياة الانسان و فطرة فيه و مينفعش انها تتلاشى ، و علشان كده ربنا حط علامات لطريقة توجيها للاسلوب الصح . و بالتالى فكرة الاشتراك فى الانشطة الاجتماعية مهمة فى حياتنا لان من خلالها بنستغل جزء من مشاعرنا فى مساعدة الغير و مبتكنش عواطفنا متجهة لنوع واحد فقط من الحب .
موضوع فى منتهى الروعة و جزاك الله كل خير .
سبحانك يارب ، انت عالم كيف هو حالى .

[NoDy NoDa]

موضوع بجد اكثر من رائع
جزاك الله خيرا يا دكتور
نفسي كل اب وام يعملو بالكلام ده ويحاولوا يستعينوا بكتب دينيه لتربيه الطفل في الاسلام
والسيره النبويه عشان يعرفوا النبي كان بيعامل ولاده ازاي وكان اهم جانب ازي يشعرهم بالاحتواء والحنان وده فعلا اللي بيدفع بنات كتير تدور عليه بره لما مش بتلاقيه في بيتها عشان كده اهم خطوه في حياه اي طفل الاسره وبعد كده يجي دور المدرسه
ويارب يصلح احوالنا واحوال الشباب ويرزقنا حب الايمان والتحصن بيه

[chocolata]

جزاك الله الف خير يادكتور على الموضوع القيم جداااااااااا
فعلا التربيه من الصغر هى اساس او قاعده لكل شخصيه اما سويه او غير
يارب نجد الفرصه اننا نصلح من انفسنا ونربى اولادنا على الحب والاحترام والثقه حتى لا يلجاوا لغريب من اجل صدقه مال او حب او جرعه فساد ايا كان نوع الفساد
شكرا مرة اخرى يادكتور

[Al-Shaimaa]

كلمات اكثر من رائعة
ولكن للاسف أسر كثيرة اليوم تجاهلت الاشباع العاطفي لابنائها
وكانت النتيجة هي ما نراه الآن في الجامعات والطرقات والاماكن العامة كما ذكرت حضرتك
وكمان الاهل بيفقدوا نظرة الاحترام في نظر ابنائهم
وقتها بين الاب مجرد مصدر للمال والام لا تزيد عن ذلك
وعشان ما نظلمش الاهل اوقات ظروف الحياة هي اللي بتفرض عليهم كده
وكمان الابناء لازم يلتمسوا الاعذار لابائهم الى اقصى حد

اللهم لك الحمد على نعمك

جزاك الله كل خير يا دكتور
موضوع اكثر من رائع

[white light]

جزاكم الله خيرا يا دكتور على الموضوع

كل الكلام ده صحيح المشكله الايام دى ان الاب منهمك فى الشغل والام العامله والتليفزيون والنت
كل ده عوامل اثرت فى الابتعاد اللى حصل بين اطراف الاسره وعمل فجوه بين الاباء وابنائهم

وغياب الوعى الدينى وعدم تطبيق ما حثنا عليه رسولنا الكريم من العطف والحنيه على الابناء والاحتواء العاطفى

فكل هذا كان له الاثر فى انحلال المجتمع وانتشار الكثير من السلبيات

فنرجومن الله ان يتغير الحال ويصلح المجتمع

[mohamed fadel]

شكرا على المرور والتعليقات
فعلا العصر ده افتقد الى روح الاحتواء الرحم الاخلاقي
اصبح الشغل الشاغل للبعض جمع المال بحجة تامين المستقبل
وتناسو ان المستقبل كله فيما يزرع في نفوس ابنائه من احترام ومحبه
وتفاؤل مبني على ثقة ورجاء من الله
اللهم اهدنا واصلح ذات بيننا