النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: شكرا شعب مصر العظيم .. عبدالباري عطوان

  1. #1
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,317

    افتراضي شكرا شعب مصر العظيم .. عبدالباري عطوان

    اجمل خطاب سمعته في حياتي هو ذلك الذي القاه اللواء عمر سليمان، واعلن فيه قرار الرئيس المصري 'السابق' حسني مبارك بالتنحي، وتكليف المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية بتولي القيادة في الدولة المصرية، وأسوأ خطاب سمعته في حياتي خطاب الرئيس مبارك الاخير الذي ألقاه مساء امس الاول واعلن فيه نقل صلاحياته الى نائبه اللواء سليمان.
    الخطاب الاول لم يتجاوز عدد كلماته 12 كلمة فقط، ولكنه اثلج قلوب اكثر من 350 مليون عربي، ومليار ونصف مليار مسلم، ينتشرون في مختلف انحاء العالم، وكانوا ينتظرون هذه اللحظة التاريخية لسقوط الديكتاتور، وانطلاق عملية التغيير الديمقراطي التي انتظروها طويلا.
    لم يخرج الرئيس مبارك من الحكم بشكل لائق مثلما كان يتمنى ويخطط، بل لم يصمد لنهاية فترة رئاسته امام ثورة الشباب مثلما تمنى ديكتاتوريون آخرون في المنطقة شهروا سيف ملياراتهم لدعمه في حال اوقفت الادارة الامريكية دعمها المادي له.
    خطاب الرئيس مبارك الاخير كان ينطوي على الكثير من الغرور، ويكشف عن عقلية امثاله المتحجرة والعاجزة عن فهم ما يجري من حولهم، وقراءة مطالب الجماهير قراءة صحيحة، فلو كنت كاتب خطاباته لنصحته بان يعتذر للشعب المصري، ويتواضع امامه، ويطلب السماح منه، ويؤكد له انه رجل مريض مصاب بسرطان البنكرياس، ولم تبق امامه الا اسابيع او اشهر معدودة، ويريد ان يقضي آخر ايامه على ارض بلده قبل ان يدفن في ترابها.
    كنت اتمنى لو ان الرئيس مبارك وهو يودع شعبه، قبل ان يودع الحياة، اعلن عن تبرعه بجميع ملياراته التي نهبها من عرق الفقراء والكادحين لسداد ديون مصر، وبناء المستشفيات والجامعات والمدارس، ومشاريع استثمارية تخلق مئات آلاف الوظائف للعاطلين عن العمل، ولكنه لم يفعل، لان الله اراد له الهوان والاذلال والنهاية البائسة فأعمى بصره وبصيرته 'يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين' صدق الله العظيم.
    الانجاز كبير، والاحتفالات به اكبر، فالشعب المصري العظيم حقق المعجزة، وخلع الديكتاتورية من جذورها، بالعزم والتصميم والارادة القوية والصمود الذي لا يجاريه اي صمود آخر في وجه آلة قمعية هي الاكثر جبروتاً في العالم الثالث.
    سقوط مبارك ونظامه هو سقوط مرحلة بكاملها، سقوط ما يسمى بمحور الاعتدال، سقوط اتفاقات كامب ديفيد وكل ملحقاتها المذلة للعرب والمسلمين، وانهاء مرحلة التغول الاسرائيلي التي جعلت الانظمة العربية تركع امام المسؤولين الاسرائيليين وتستجدي السلام معهم، وتتنازل عن ما تبقى من فلسطين من اجل نيل رضاهم.
    هذه الثورة الشعبية المباركة اعادت مصر الى نفسها، واعادتها الى العرب جميعا كدولة رائدة محورية تلعب دورا اساسيا في صياغة معادلات القوة في المنطقة، وتؤسس لمرحلة جديدة، ومشروع عربي يعيد للأمة كرامتها ومكانتها بين الامم، تماما مثلما فعلت بعد ثورة تموز (يوليو) 1952.
    ثورة تموز (يوليو) قادها الجيش واحتضـــنها الشــعب الذي انتصرت له ورفعت الظلم عنه، وحررته من الاقطاع والسخرة، وثورة 25 كانون الثاني (يناير) فجرها الشعب وحمتها القوات المسلحة ردا للجميل وعرفانا به.
    الجيش المصري العظيم الذي خاض كل حروب الأمة ضد الاغتصاب الاسرائيلي مطالبا باستعادة مكانته ودوره، وتحقيق التوازن الاستراتيجي في المنطقة، ونصرة قضايا الامة، والانتصار للشعوب العربية في معاركها ضد الديكتاتوريات الخانعة بل والحامية للمشاريع الامريكية والاسرائيلية في المنطقة.
    لا نريد للآخرين ان يتعظوا، وان يبادروا بالاصلاح، لان الديكتاتوريات المستبدة لا يمكن اصلاحها، ولا بديل عن ازالتها، فالطبع يغلب التطبع، ومن يظلم شعبه، ويصادر حرياته، وينهب ثرواته لا يمكن، بل يجب الا يستمر في الحكم وأن يقدم الى محكمة الشعب العادلة لمحاسبته على كل نقطة دم سفكها، وكل انين انسان حر تحت سياط التعذيب.
    السؤال الذي تردده غالبية المهنئين لبعضهم البعض بزوال الطاغية هو عن الشعب العربي الآخر الذي سيتسلم راية الثورة من شقيقه المصري، والديكتاتور العربي الثالث الذي سيسقط رضوخا لحناجر الثائرين، من شباب شعبه.
    قلناها منذ اليوم الاول للثورة المصرية بان ارادة الشعب هي الاقوى، وان شباب هذا الشعب لن يصرخ اولا، لانه صاحب الحق، وهو مصدر كل الشرعيات، ولذلك لم يأت انتصاره مفاجئا بالنسبة الينا، مع اعترافنا باننا كنا نضع ايدينا على قلوبنا، ونحن نرى المؤامرات على هذا الشعب، خاصة من قبل ما يسمى بلجان الحكماء، وانتهازيي الثورات، وبعض الانظمة العربية المذعورة التي ستشعر باليتم بعد رحيل مبارك.
    شكرا للشعب المصري العظيم، شكرا للارحام المصرية الطاهرة التي انجبت شباب ميدان التحرير، وكل ميادين مدن مصر الاخرى، شكرا لشرفاء مصر من الاعلاميين الذين انحازوا الى قضية شعبهم العادلة ورفضوا الاستمرار في الكذب والتضليل. شكرا لكم جميعا لانكم اعدتم الينا كرامتنا، واعدتم مصر الينا كريمة عزيزة رائدة قائدة.

  2. #2
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    293

    افتراضي

    باشكرك يا دكتور على التوبيك الرائع ده لان المقال فعلا عبرعن اللى جوانا بس صاحب المقال اسقط اتفاقية كامب ديفيد وهى للاسف لم تسقط بعد.

  3. #3
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,317

    افتراضي

    العفو يا دكتورة

    بس بعد إذنك هو كلامه لا يعني سقوط الاتفاقية بقدر ما يقصد إن اللي كان متمسك بيها سقط

    لأنها المفترض سقطت من زمان

  4. #4
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الدولة
    Far Away From Here
    المشاركات
    1,477

    افتراضي

    موضوع رائع كالعادة يا دكتور ...

    فلو كنت كاتب خطاباته لنصحته بان يعتذر للشعب المصري، ويتواضع امامه، ويطلب السماح منه، ويؤكد له انه رجل مريض مصاب بسرطان البنكرياس، ولم تبق امامه الا اسابيع او اشهر معدودة، ويريد ان يقضي آخر ايامه على ارض بلده قبل ان يدفن في ترابها.
    انا دة اللي جي في بالي بعد أول خطابين ... الراجل دة محتاج حد يفهمه ايه الصح وايه اللي يتقال وايه اللي ما يتقالش بس فعلا يمكرون ويمكر الله

  5. #5
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    123

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحلم ببكره مشاهدة المشاركة
    لأنها المفترض سقطت من زمان
    مش فاهمة حضرتك تقصد ايه؟؟

  6. #6
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,317

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alonenightmare مشاهدة المشاركة
    مش فاهمة حضرتك تقصد ايه؟؟


    أي اتفاقية في العالم بيكون ليها التزامات من الطرفين وليها مدة زمنية يعني مش لآخر العمر

    والحمد لله المدة الله ينور عدت صاروخ (عدينا الـ 30 سنة من زمان)

    وحتي مع الحرص علي الاستمرار فيها


    فلازم يكون التزام بعهودها..

    وهضرب مثال بسيط جدا

    الاتفاقية عشان أكون ملزم بيها لازم الطرف التاني يلتزم بيها وإلا يبقي هو اللي اخترقها مش أنا

    وفي السنين الأخيرة .. وفي حرب غزة 2009 علي وجه الخصوص

    أكتر من مرة إسرائيل ضربت صواريخ في مناطق علي الحدود بتاعتنا المفترض الاتفاقية بتنص علي إنها مناطق محايدة لا يتم استخدام فيها أي قوة عسكرية بل ودخلت أسلحة ومعدات ليها في المناطق دي

    عشان كدا لو تفتكروا كان أوقات في صواريخ بتعدي علي حدودنا وفي بيوت عندنا داخل مصر اتأثرت بالقصف الهمجي لغزة

    كل دا بيمثل سقوك للاتفاقية .. يعني لو كانت مصر يومها أعلنت الحرب علي إسرائيل .. مفيش حد يقدر يلومها

    لكن يومها إحنا اكتفينا بالتزام الصمت التام....

    ونسينا كلمة (أمن مصر القومي) اللي بنغنيها كل شوية

    عشان كدا الاتفاقية واقعة من زمان .. ثم إن معروف يعني إن إسرائي بتطبقها طول ما فيها مصلحتها غير كدا .. يبقي كل سنة وانتم طيبين

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •