لم أكون أتصور أنه في يوم من الأيام أن تنزل تلك الدموع من عيني بهذه السهولة، هذه الدموع التي لطالما كانت عنيدة وكثيراً ما أبت أن تنزل أو تظهر إلا في مواقف بسيطة أكاد أتذكرها كلها فلم نزلت بهذه السهولة؟؟!!ألم في ذكريات القلم
ذلك السؤال الذي طرحته علي نفسي وعندما بحثت عن الإجابة وجدت الإجابة واضحة وهي أن الوطن الذي كنت أحلم بالعيش فيه قد جرح وبدأت دماؤه تتناثر وينهم منها هذا وذاك !!
وجدت أبناء وطني الذين هم إخوتي يتعاركون وكأننا في حرب بين دولتين بينهم عداوة منذ أمد بعيد
وجدت حالة من الاستعداد الأقصي داخل المنازل بالأسلحة والأبواب الموصدة خشية أن يتهجم عليهم هذا أو ذاك
وجدت كوابيس تؤرق والدتي عن حالي وحال إخوتي وعن مستقبلنا
وجدت الدول التي طالما كنا الحامي لها والملاذ تتسابق كيف تنقض علينا لتكون صاحبة السبق في ذلك
وجدت أناس تعند من أجل أن يكون لهم منصب سياسي أما مصلحة البلد فسينظر في حالها في وقت لاحق وهذا العناد أمر قضائي لا استئناف فيه
وجدت هذا يتفنن في كيفية خرق القانون و ذاك يهرع ليؤذي ذاك ومن له حق فعليه أن يحصل عليه بالقوة وكأننا في غابة يحكمها قانونها الأساسي وهو البقاء للأقوى
كان ذلك كفيلاً بأن يجبر تلك الدموع الأبية أن تنزل خوفاً علي البلد الذي طالما حلمت بأن أعيش علي أرضه وأموت عليه وأورث أبنائي هذا الأمان وحب ذلك البلد،
ما حدث اليوم كان صفعة قوية لأستفيق من ذلك الحلم الوردي وأنظر إلي ذلك الواقع المؤلم
ذلك الواقع الذي بدأ بدعوة ضد الفساد والظلم ومناهضة كل فاسد وظالم من أجل غدٍ أفضل وعندما ظهر بريق الأمل وبات التغيير قادم لا محالة ... تحول ذلك الواقع الباعث للأمل إلي كابوس فظيع حينما وجدت بعض التيارات السياسية الفرصة سانحة لتسرق حلمنا من أجل القفز علي السلطة وتحقيق مآربهم الشخصية بغض النظر عن مصلحة ذلك الوطن وبدأ الأمر يتصاعد إلي أن وصل الأمر أن نقتل بعضنا البعض
ليس القتل ولا التعدي علي الغير جزء من حريتنا التي نطالب بها ولن يكون أبداً
عندما صعد الرئيس بالأمس وألقي خطابه الباعث بالأمل فقد تحققت معظم مطالب الشباب ولكن بشكل غير مباشر ،
كان خطاباً مليئاً بالوعود ، وكثيراً منا قالوا و ما الضامن لتلك الوعود؟
الضامن في رأيي 85 مليون مصري سمع الخطاب ويقيني الشديد أن هذا الشباب الذي انتفض وثار ليس بساذج وإذا لم تتحقق هذه الوعود فإنه قادر علي الثورة مراراً وتكراراً
احترمت في خطابه اعتزازه بمصريته ورغبته في الموت علي أرض مصر التي ولد وعاش فيها ولا أخفي عليكم أني قد احترمت هذه الرغبة فغيره هرب بمجرد أن ثار الشعب وأخذ معه من أموال دولته ما يكفي ويفيض، أراد أن يموت وهو تارك ذكري يكتبها التاريخ
علي الجانب الأخر سقط من نظري جماعة الإخوان الذين أظهروا سعيهم الواضح للسلطة بغض النظر عن حجم الخسائر التي ممكن أن يتكبدها الوطن من خسائر مادية أو معنوية
كذلك الدكتور محمد البرادعي الذي لم يتوانى بإدلاء تصريحات غاية في الخطورة لبعض القنوات ، تلك التصريحات شككتني في مصريته فقد رأيت فيه رجلاً طامعاً في السلطة لا غير
وبين هذا و ذاك انقسم الشعب وثار علي بعضه والقنوات الأجنبية تصورنا كأننا في حرب أهلية اندلعت ولن تطفئها إلا التدخل الخارجي وهذا ما أخشاه
قد يختلف معي الكثير ولكن أظن أنه سيتفق معي الكثير أيضاً
فلقد نزف اليوم الشعب المصري ونزف معه القلم الذي يكتب التاريخ ألا يكفينا نزيفاً ونبدأ بكتابة تاريخنا كما نريده أن يكون؟؟