بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه وزوجه أجمعين, أما بعد ...
الإختلاف فى الرأي وارد جدآ بل مطلوب, لا توجد قضية أجمع عليها الجميع, حتى أن رسول اللهلم يجمع عليه الجميع.
إختلفنا أو إجتمعنا ليست تلك المشكلة
نعم مطلب ال80 مليون هو التغيير
لا يوجد أدنى شك فى ذلك
نعم كان هناك الكثير من التجاوزات, أقولها بعلو صوتى أنا أريد تغيير النظام من قمة الهرم لأخمص قدم أصغر قاعدة فيها
نعم وزارة داخلية فاسدة بجميع المقاييس
نعم وزارة تعليم فاشلة فى جميع الإتجاهات
نعم ربما لا يكون هناك وزارة واحدة أدت المطلوب منها
لا خلاف بيننا فى ذلك
ولكن سألخص كلامى فى قصة صغيرة برأيى أنها أقرب لواقعنا المرير ولكنها تحمل مشهدين
تقول القصة:
أب عديم الرحمة, غير مسؤول, لا يكترث لزوجته ولا أولاده, كل مايهمه هو شهوته فقط
فاض الكيل بالأطفال و أمهم, بل حتى تدخل الجيران ليردعون ذلك الأب و أضع تحت كلمة الأب مائة خط
سيثور الأب فى بادئ الأمر ويتحدى, ولكن فى المقابل ثورة أكبر, ثورة من لم يعد لديهم شيئآ ليخسرونه
توترت الأوضاع فى المنزل
الأطفال مابين أرصفة الشوارع و منهم من إعتزل فى غرفته لسبب أو لآخر, ومنهم من إحتواه الجيران تلك الفترة المؤقتة, وأما الزوجة فهي تلك التى عاشت سنوات كثيرة بحلوها ومرها مع هذا الزوج, وهي التى شعرت بالأمان معه في حين لم يكن لها أمان بدونه و أعلنت رفضها للواقع المرير ولكنها لن تسمح لنفسها بأن تكون ناكرة الجميل وأنها لن تخلع هذا الزوج وتتزوج من آخر إلا إذا أراد هو طلاقها لتحتفظ بحقوها
حتمآ سيتأثر الأب أخيرآ أمام كل المطالب الجديدة و التدخلات من الجيران, سواء كان تأثره إيجابيآ أو سلبيآ
ولكل فعل رد فعل
ورد الفعل مبنى على إيجابية أو سلبية التأثر
فهنا يكون مشهدين, أولهما:
وقوع الطلاق, تشريد الأطفال, تسارع الغريب قبل القريب لكي ينقذوا هذا البيت من الخراب الأكيد, ويا سعده يا هناه من سينول رضى تلك الزوجة, ياترى من سيستطيع ان يضحك عليها بكلمات الغزل و همسات العشاق لأمرأة أصبحت لا تمتلك من مقومات الجمال إلا صفرآ بعد أن عفى عليها الزمان, ولكن لماذا قد يتغزلها هؤلاء الرجال, بكل بساطة لأن بيت الزوجية سيكون من نصيبها, وهم أنصاف رجال ليسوا رجال فليس لأحدهم بيت يأويه ومنهم من يتنقل من زوجة إلى زوجة وهاهو يريد أن يعيش رحلة جديدة تبنى على خراب بيت وتشريد أسرة, وربما يكون منهم من يريد الحفاظ على وحدة هذا البيت بأن يجمع الأبناء حول والدتهم, ولكن صدق نيته لا يشفع له, فصادق النية سيجمع الأبناء حول والدتهم ووالدهم
ولكن الأزمة مشتعلة
والأطفال جياع, إلا من عطف على أحدهم بلقمة أو شربة
فلا يريد الأب الرحيل بالرغم من أنه لو رحل لن يرحل عن بئر من الذهب أو أرض خضراء مليئة بالحدائق الخضراء و الأزهار الملونة
إذا لماذا لا يود الرحيل عن وجع الدماغ و مسلسلات الإهانة و التذليل به وأطماع النيل من عرضه وشرفه
ربما لأنه رجل, إنكسر لشهوته ونفسه, ولكن الأصل باق, والشهامة لا تشترى, و الرجولة وإن علاها الكثير من التراب, فكل ماتحتاجه هو بعض التنظيف و التلميع, وهذا ماراهنت عليه زوجته التى عاشرته سنين كثيرة و تعرف أصله ومعدنه
وهنا يخرج المشهد الثانى للنور
نعم عاش الأبناء سنين من العذاب, نعم إنقطع نور الحرية عن الزوجة الضعيفة, نعم طال البلاء بهم, نعم إقترب المشهد الأول من الوقوع و الدخول حيذ التنفيذ
نعم إحتاج هذا الأب الكثير من الوقت و الصدامات ليستعيد وعيه
ولكن لم يختار الحل الأيسر و الهروب من المنزل, بل أراد الحفاظ على إستقرار هذا المنزل وعدم السماح بتدميره اكثر مما هو عليه و إصلاح ماضيه
هدئت ثورت بعض الأطفال و أخوانهم لا يريدون الرجوع إلى المنزل إلى بعد رحيل والدهم, فى لحظات قوة من الأب المكسور الذى يريد لم شمل العائلة فى هذا البيت ليكون حقآ البيت الكبير بتفاديه الكبوات و الإبتلائات, أعلن صحوته وتقديمه للتنازلات التى يريدونها, ولكن بعض الأخوة الكبار بعقولهم الشابة وخبراتهم القليلة وعدم إتساع مداركهم أن بعض اخوانهم ليسوا مثلهم من أصحاب المهن و الحرف لا يجدون ما يسد رمقهم يوميآ فى ظل عدم إستقرار الأوضاع داخل منزلهم ولا يجدون مأوى يقيهم برد الشتاء, هؤلاء الذين إعتقدوا أنهم كبار على والدهم, لا يستمعون إلا لصوتهم الداخلي ويرفضون حتى الحوار أو النقاش أو الإستماع للآخر الذى أعلن صدق نيته و أتبعها ببعض الخطوات الفعلية الصادقة
هكذا هي الأحوال و الأوضاع الراهنة فى بيتنا الكبير ... مصر ...
فأي المشاهد نريد لمصر
هل الإستقرار ام الخراب وتنازع الأيادى الخارجية على بيتنا الكبير
وآخر ما أختم به هو شهادة إحدى الناشطات سياسيآ,وإعترافها على قناة المحور أثناء ختامى لهذه السطور , بأنها تلقت تدريبها على أيدى الموساد الإسرائيلى و قولها بأنها سجلت مع قناة الجزيرة و العربية إلا أنهم رفضوا إذاعة التسجيل.
ليس من السهل بمكان تصديق هذا الإعتراف وقد يصفه البعض بالساذج, ولكن بكل تأكيد شئنا أو أبينا أن خلق حالة من الفوضى و عدم الإستقرار فى مصر له الكثير من المكاسب السياسية وغيرها للعديد من الدول الأخرى حتى وإن لم تتنازع أيديها على مصر و أخص بالذكر من منطقة الشرق الأوسط : إسرائيل و عملائها فى قطر, وخارج منطقة الشرق الأوسط هناك الكثير و الكثير و إن كنت أخص الولايات الملعونة الأمريكية , و أما من داخل مصر, فالعملاء يأتون على رأس الأفعى, و المخربين و الطامعين فى السلطة هم أفعى سوداوية أخرى بحد ذاتها... ألا لعنة الله على الظالمين
حفظ الله مصرنا أمنآ وسلامآ, فمصر باقية و الأشخاص إلى زوال
كتبه:
عامر إبراهيم
02:33 pm
02/02/2011