كنت جالساً لأستريح من عناء العمل المستديم و أخرج الزفير خلف الزفير و أتخيل منظر الياسمين و الهواء العليل لكن وجدت جواً زمهرير و اصطدمت بحزن مرير فيأست من حياتي و خلدت للنوم كمن ذهبت روحه إلى مكان مجهول بعيد .....................
وجدت من يتحسس يدي و وجدت من يوقظني من نومي فوجدتها.........................
روحي
أيقظتني من نومي المرير و تحسست يدي و قالت ما بك فأنا أراك من الخائفين, فأقصص حياتك لعلي أكون من الناصحين و أعدك بأن أكون من السامعين فلن أبوح بكلمة واحدة فلا تقلق فلست من الخائنين.
فقلت و ما المانع فأنا أريد أن أزيح ما على صدري من كلام و أحداث و سنين.
فأنا ولدت طفلا و ترعرعت شاباً و أصبحت رجلاً و لبست لباس الأبوة و أصبحت أباً.
فقالت روحي : أحكي لي عندما كنت أنت شاباً
قلت: كنت شاباً حازماً لا أجد اللهو مكانا في نفسي كنت أحب أسرتي و أصحابي و إخواني
و أكرمني إله البشر أجمعين و دخلت مجال للعلم عظيم و تبدلت حياتي كلها كثعبان يغير جلده من جديد و لكن صادفتني آلام و حزن كثير.
فقالت: و لم الحزن و قد أعطاك و أنعم عليك المولى الكريم بالكثير و الكثير.
فقلت: أشكر الله على ما أتاني من نعم و فضل كبير.
فقالت: قد عرفت دوائك
فقلت: و ما هو ؟
قالت: لا تحلم بالشيء الكبير و لا تمني النفس بالثمين
قلت: و لما لا أحلم أليس من حقي أن أتملك ذلك
فقالت: من حقك و لكن لا يستطع أحد تغيير القدر المحتوم.
فقلت : أهذه النهاية إذا
قالت : نعم هي النهاية
فقلت سلاماً يا أغلى بشراً في حياتي و سلامي أيتها الدنيا و سلاماً يا أصدقائي
و أحسست في هذا الوقت ببرد شديد و علمت أن روحي ذهبت للبعيد لمن خلقها و أوجدها و أضحيت في سبات عميق و أظلمت الدنيا من حولي و لم أعد اسمع صوت روحي فخرج الزفير ولكنه لم يعد مرة أخري فقد ذهبت روحي ........
