كان فى مصر أمير حكم الناس سنينا
قاد جند الله فيها يوم أن جاؤوا فاتحينا
وتولى الأمر لما فتحت فتحا مبينا
وهدى الله بنيها اذ رضوا الاسلام دينا
اسمه عمرو فهل تعرفه فى الخالدينا
ذات يوم خرج الناس جموعا يمرحونا
فهنا حلبة فرسان مضوا يستبقونا
كل من سابق فيها يبتغى فوزا مبينا
ولقد كان ابن عمرو فى صفوف اللاعبينا
فتحداه غلام كان بالسبق قرينا
واذا بابن الأمير الغر قد جن جنونا
وبسوط راح يدمى ظهره ضربا سخينا
قائلا والدم يجرى يشتكى الظلم المبينا
أولا تعلم أنى ابن الغزاة الفاتحينا
أننى ابن الأكرمين المؤمنين المهتدينا
ذهب المسكين يشكو لأبيه أن أهينا
فأتى أهل المشورات فقالوا ناصحينا
أو ما تعرف يا هذا أمير المؤمنين
ان فى طيبة شيخ حرر المستعبدينا
نشر العدل وارسى سنة الاسلام فينا
عمر الفاروق فاذهب هو عون اللاجيئنا
ومضى بالابن يسرى عابرا صحراء سينا
والى طيبة شد العزم مهتاجا حزينا
وروى القصة للفاروق صدقا ويقينا
فأثارت ما أثارت فيه عطفا وشجونا
ودعا عمرا فلبى وهو قد ظن الظنون
ثم أوما نحو عمرو .. وبحزم لن يلينا
قال يا عمرو لما استعبدتم المستضعفينا
خلق الانسان حر منذ أن كان جنينا
فاقض بالحق ولا تؤثر على قرن قرينا
انما الناس سواء عند رب العالمينا
انما الناس سواء عند رب العالمينا
انما الناس سواء عند رب العالمينا