بين الشمعة و القلم .. و الحزن و الألم
أشعلت خيطها الأبيض,
وهم قلمي في خط ّ حروفه عبر صفحات الليل بضوئها الخافت,
وفجأة !!
هطلت شلالات من الدموع , وجرفت معها المآسي في جمـــوع
فحارت خطوطي من بين السطور,
ووقف قلمي قليلا مع نفسه ,
ومن ثم التفت إليها
ألديكِ هموم أنتِ أيضا ..؟!
فتشعرين وتتألمين ، ماذا جرى لكِ ؟
فقالت كلمات لا زالت تتخبط في الجدران
قالت :
بين ساحات الظلام أعيش , و أنير فجوة من فجوات الليل
نسمات الدنيا تقتلني بملذاتها , ودخان الذنوب يتصاعد من مئذنتي
ظلالي ترتعش ,
وتصير إلى التراب في سواء,
تتساقط قطراتي لتختفي مثل أوراق الخريف
أصبحت وحيدة في قعر الدمـــــــوع ,
فالموت يقترب مني وما هي إلا لحظات ,
وتساؤلات كثيرة رن صداها في مخيلتي ,
نعم
لن تذكروني أحبتي ,
لأنني سأكون نسيا منسيا
همس القلم بحروفه فقال:
من منا لا ينجرف إلى دنيا فانية ..؟
فكلنا يخطئ أيتها الشمعة ,
فتحت آخر دمعة تذرفين,
و آخر خيط تعيشين,
اتقِ الله ..وتوبي إليه
لف الصمت بحزنه أرجاء المكان
فقد فات الأوان
ورحلت روحها نحو السماء
وانقشعت ضبابة الظلام
لتلبس عروس الصباح تاجها و تختال في الفضاء
ثم لفظ القلم أنفاسه فقال
اليوم أنتِ رحلتِ ,
وغدا من يدري ,
ربما يجف حبري وأرحل ,
من فوق أوراقي أحتاج كثيراً أن أكتب
وعندما أمسك بقلمي تهرب الحروف خوفاً من أن أسطرها دموعاً على أوراقي
فأنا إنسان قد حاكت له الأيام من الحزن ثوباً يرتديه ,
ومن غدر الأيام سريراً يتكئ عليه ,
ومن الهم وسادة يتوسدها كلما خلد للنوم ,
فمن انتظرته بخلت به الأيام
انتظرته كثيراً ولا فائدة من الانتظار
أوهم لنفسي موعداً لأجده فيه
وكلما انقضى ذلك الموعد
جددته بوهم موعد آخر
لذلك قررت الرحيل إلى عالم مجهول
عالم الوهم مع صاحب الوهم,
عالم مجرد من الأحاسيس والمشاعر ,
عالم لا يصنع الحلم ,
عالم لا يعرف كيف يعيش أحلام اليقظة ,
سأرحل كي لا تفضحني دمعتي أو صرخات آهاتي
فلم أعد أستطع تحمّل ألم تفكيري , ولم أعد أستطع الوصول إلى أي شيء
لأصبـح مجــرد قلم
لايحمل سوى ألم ذكرى وحرقة قلب
منقول