صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 22

الموضوع: ~ * ~ الصِنّاره الزرقاء ~ * ~ .......... ( بقلمى )

  1. #1
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    Still Searching ....!
    المشاركات
    1,156

    افتراضي ~ * ~ الصِنّاره الزرقاء ~ * ~ .......... ( بقلمى )






    (( الصناره الزقاء ))




    فى يومٍ من الأيام ذهب الجد ليزور ابنه و اسرته .. و حينما وصل استقبله الجميع بكل حفاوه و ترحاب و لكنه لاحظ غياب أحمد حفيده , مما دعاه لأن يسأل عنه , فأجابته زوجة ابنه : " إنه على الشاطئ .. كعادته " .

    و على الفور ذهب الجد ليرى أحمد و يطمئن عليه . فقد كان أحمد أعز الاحفاد و أغلاهم على الاطلاق على قلب الجد لما تمتع به أحمد من خفة ظل و روح مرحه و ذكاء متقد ... و فطره نقيه .



    ربت الجد على كتف أحمد , فالتفت أحمد و قال : " جدى .. اهلا اهلا .. حقاً كنت أفتقدك" .
    و جلس الجد بجوار أحمد و ظلا يتحدثا حتى أوشكت الشمس تتوارى خلف صفحة الماء كفتاةٍ يحدوها الخجل لتختبئ خلف الستار , فيجن الليل و يغفو النهار .



    و بعد قضاء اليوم كله على الشاطئ انصرف الجد و الحفيد عائدين إلى المنزل و معهما سمكه واحده كان أحمد قد اصطادها بصنارته الزرقاء الجميله التى كان جده قد اشتراها له من قبل . و أثناء عودتهما سأل الجد :" لماذا سمكه واحده فقط يا أحمد ؟!" .. رد أحمد :" لأن حوض السمك لن يسع أكثر من هذا ".. تعجب الجد : " و لكن حوض السمك الذى تملكه كبير و ليس به سوى سمكتان فقط .. و ايضاً كنت أنت من اصطادهما .. و هناك مكان لعدد أكبر من السمك .."

    .. ابتسم الصغير ابتسامه تحمل من زهور الحكمه ما يندر أن تٌدرك نبتته فى اقرانه ممن هم فى مثل سنه , و قال : " ياجدى الحبيب .. إن لذلك حكايه .. فإننى لا أصطاد عبثاً أو لأتسلى " .. تساءل الجد : " و لماذا تصطاد إذن ؟! " .. عندما قالها الجد كانا قد وصلا إلى المنزل و تاه تساؤل الجد بين اصوات الاهل الذين رحبوا به من جديد و اخذوا بيده إلى المائده لتناول الطعام .

    عندما حان موعد النوم .. و لما كانت العاده أن يذهب الابن للأب أو الجد ليحكى له حكاية قبل النوم , فقد خالف الجد القاعده و ذهب هو لأحمد يسأله عن إجابة سؤاله . جلس الجد بجوار حفيده على السرير و سأله : " لماذا تصطاد إذن ؟! " .. ابتسم أحمد و قال: "حسناً يا جدى .. سأخبرك .. اننى كلما أنجزت هدفاً كنت أسعى إليه و كلما حققت حلماً من أحلامى ذهبت إلى الشاطئ و اصطدت سمكه و احتفظت بها .. حتى عندما أنظر إلى حوض السمك أدرك أين انا من أحلامى .. و أدرك أننى استطيع ان احقق الاحلام .. و عندما أرى السمك يتحرك فى الماء أعرف كم ان الاحلام التى حققتها ما تزال حقيقه حيه و تتحرك أمام عيني " ..

    ظل الجد صامتاً يستمع لكلام حفيده الذى أبهره و أكد له أن ظنه فيه كان حقاً بمحله .. ثم قال : " و لماذا سمكه واحده فى كل مره ؟! " .. أجاب أحمد : " لأننى لدى أحلام كثيره يا جدى .. و إن اصطدت أكثر من سمكه لكل حلم يتحقق فلن يكفى الحوض كل تلك الاحلام .. " .. ابتسم الجد و قال : " بارك الله فيك يا أحمد و حقق لك كل أحلامك " .. ثم قبّلَه على جبينه و أخذه بين أحضانه و استغرق كلاهما فى نومٍ عميق .. و احساس بالدفء و الأمان .



    مرت الايام و دارت السنون و كبر أحمد ... و فى يوم من الأيام ذهب الجد لزيارة احمد فى منزله ليطمئن عليه و على زوجته .. و كان أحمد مازال يحتفظ بحوض السمك فى منزله الجديد .. و عندما دخل الجد حجرة أحمد إذا به يفاجَئ بشيئ عجيب ..

    إن حوض السمك ..

    فارغ .. !!



    " ماذا حدث للأسماك يا أحمد ؟؟!! " تساءل الجد بفضول .. صمت أحمد و كأنه لا يملك إجابه للسؤال .. و نظر فى الأرض ثم رفع عينيه و قال : " لقد تخلصت من السمك يا جدى .." .. رد الجد متعجباً : " لماذا ؟! " .. رد أحمد : " لأنه ما عاد يعنى شيئاً بعد الآن " .. قال الجد : " أخبرنى ماذا حدث بالضبط ؟! " .. " قال أحمد فى أسى : " يا جدى .. لقد وصلت السمكات لعدد جيد .. و كنت حقاً سعيد برؤيتهم ..
    و لكن حدث ما لم اتوقعه .. فقد فقدت أعز اصدقائى .. و تخلى عنى الآخر .. و فقدت عملى ... حتى زوجتى أختلفت معى و تريد أن تتركنى و ترحل ... فما قيمة كل ما حققته من أحلام إذن , عندما أرى كل شيئ ينهار أمام عينى ؟!! " ..
    نظر الجد إلى أحمد نظره لم يعهدها أحمد من قبل فى عينى جده .. فكأنما كان يخبره كم أنه خذله ..

    و لما لم يطق أحمد تلك النظره فقال : " يا جدى .. لا تقسو علىّ .. و الأحرى بك أن تنصحنى إن شئت .. " .. لم يرد الجد و لكنه دخل إلى المنزل و أحضر شيئاً معه ثم خرج و قال لأحمد : " تعال معى .. هيا بنا " .. فذهب أحمد مع جده دون أن يستفسر عن شيئ .. و ذهبا معاً إلى الشاطئ و جلس الجد و طلب من أحمد الجلوس ..

    ثم أعطاه ذلك الشيئ ..

    إنها الصناره الزرقاء ..

    و قال له : " اصطاد " .. لم يناقشه أحمد و أخذ الصناره و بدأ يصطاد حتى ثقلت الصناره , فرفعها أحمد و أخرج سمكه جميله تشع حيويةً و نشاطاً و كأنها تعلن عن نفسها و تتحدى من اصطادها و تتمسك بالحياة حتى آخر رمق ... ثم قام الجد بوضعها فى كيس به ماء كان قد أحضره معه من المنزل ... ثم صمت الجميع .


    " لقد فهمت ما تعنيه يا جدى " قالها أحمد و هو ينظر لجده .. ثم أردف : " تلك السمكه تعلم ألا سبيل لها للنجاه .. و لكنها أبداً لم تيأس أو تفقد الأمل .. و ظلت قويه و متحديه حتى آخر لحظه .. و لعل رغبتها الشديده تلك فى البقاء و فى الحياه هى التى جعلت لها نصيباً فى الحياه .. و أعطتها فرصه أخرى للنجاه " .. نظر الجد إلى عيني أحمد و قال فى ثقه : " لقد فهمت السمكه حقاً يا أحمد .. و لكنك لم تفهم نفسك بعد " ..

    استغرب أحمد من كلام جده و قال : " ماذا تقصد يا جدى ؟! " ... اعتدل الجد فى جلسته و شد على يد أحمد و قال : " يا بنى .. تلك السمكه لم يكن لديها ما يجعلها تنجو سوى الأمل فى الحياه .. و لكنك أنت لكى تدرك أحلامك و تبقى على آمآلك .. فلديك أكثر من مجرد الأمل ..

    لديك عمل شاق .. لن يضيعه الله هباءاً أبداً ...

    لديك قلب من ذهب .. لا شك أنه سينال ما يستحقه من الحب ...

    لديك من يحبك حقاً .. يقيناً لن يخذلك أبداً ...

    و تذكر دائماً يا بنى ...

    ما دامت معك الصناره , فإنك تستطيع أن تصطاد السمك "


    و أثناء حديثهما إذا بامرأةٍ حسناء تأتى من بعيد و كأن وجهها القمر ينير ظلمة الليل .. و عندما رآها أحمد أشرق وجهه كأنه نجمُ يتألق فى السماء ... فقام الجد فى صمت و تراجع للخلف فى هدوء و هو سعيد متبسم .. ثم جاءت تلك المرأه - زوجة أحمد - و جلست بجواره و عندما أردات أن تبدأ بالحديث عما حدث و تعتذر لأحمد , إذا به يضع يديه الحانيتين برقه على شفتيها و كأنه يطلب منها ان تنسى الماضى و لا تتحدث فيه أبداً لأنه فى الأصل قد سامحها منذ أحس بروحها حوله و شعر بقدومها .. و أمسك أحمد بيديها الناعمتين و نظر إلى عينيها ليخبرها أنه يحبها .. دون أن ينبث ببنت شفه .. فهى تفهم لغة عينه .. ثم أمسكا معاً بالصنارة الزقاء و شرعا يصطادا معاً ..

    يداً بيد ..

    قلباً بقلب ..

    و روحاً بروح
    .



    و من بعيد .. كان الجد ينظر إليهما و يراهما كأنما الشمس و القمر قد غادرا السماء و جاءا ليجلسان على الشاطئ و يصطادا معاً أحلامهما سوياً ..

    تلألأت فى عينيه دمعةُ فرحٍ و قال كأنما يكمل كلامه لحفيده :

    " و ما دام هناك من يمسك الصناره معك , فلا تخشى يوماً ألا تدرك الحلم "


    ............ تمت .............


    بقلم : أحمد شكرى

    14 - 3 - 2010


    التعديل الأخير تم بواسطة ahmedofegypt ; 14-03-2010 الساعة 06:55 PM

  2. #2
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    mansoura
    المشاركات
    1,461

    افتراضي

    قصه جميله وهادفه يا دكتور
    جزاكم الله خيرا

  3. #3
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    دمياط
    المشاركات
    1,294

    افتراضي

    قصه جميله


    جزاك الله خيرا

  4. #4
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    Still Searching ....!
    المشاركات
    1,156

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهداه مشاهدة المشاركة
    قصه جميله وهادفه يا دكتور
    جزاكم الله خيرا

    و جزاكِ مثله و خيراً منه يا د/ مهداه

    و يا رب تكونى حضرتك مبسوطه من نتيجتك و يكون الترم التانى افضل ان شاء الله

    تحياتى


    -----
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ASOOOM مشاهدة المشاركة
    قصه جميله


    جزاك الله خيرا

    و جزاكِ مثله و خيراً منه يا دكتوره

    شكراً جزيلاً



  5. #5
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الدولة
    A world of illusions
    المشاركات
    1,880

    افتراضي

    قصة حلوة وجميلة

    ربنا يبارك فى حضرتك
    Best wishes

  6. #6
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    Still Searching ....!
    المشاركات
    1,156

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amany salem مشاهدة المشاركة
    قصة حلوة وجميلة

    ربنا يبارك فى حضرتك
    Best wishes
    بجد ده من ذوقك ياامانى

    ربنا يبارك فيكِ و يحفظك

    Best wishes for you



  7. #7
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    in my unique world
    المشاركات
    815

    افتراضي

    رائــــــــــــــــــعة

    بجد مش لاقية كلام

    تحفة


    بارك الله فيك و في قلمك

  8. #8
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    بره حدود الكون
    المشاركات
    505

    افتراضي

    جميلة جدا جدا جدا
    آه والله بجد كنت محتاجة المعانى دى
    جايز فهمت بس لسه مش عارفة فين ألاقى الصنارة
    أو أنى لا أعرف كيف ومتى أصطاد
    ومازال الحوض فارغا
    عموما تسلم ايدك د/أحمد جميلة بجد

  9. #9
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    الدولة
    المنصورة
    المشاركات
    150

    افتراضي

    بجد اجمل بكتير من رائعة
    ولها معانى سامية
    دمت ودام قلمك المبدع يا دكتور

  10. #10
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    mansoura
    المشاركات
    827

    افتراضي

    جميلة اوى اوى اوى يا دكتور ما شاء الله وربنا يكرمك ويوفقك ويبارك فى موهبتك الرائعة

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. دنيا .. بقلمى
    بواسطة dr gehad في المنتدى المنتدى الأدبي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 07-11-2010, 01:26 PM
  2. (الجلوكوما) المياه الزرقاء فى العين
    بواسطة عاشقة الجهاد في المنتدى articles & Papers
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 16-07-2010, 08:18 PM
  3. إلى حواء...! (بقلمى)
    بواسطة faaawzy في المنتدى المنتدى الأدبي
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 29-12-2009, 08:03 PM
  4. glucoma المية الزرقاء
    بواسطة بيتر الحكيم في المنتدى منتدى الصحه
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 06-02-2009, 02:15 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •