تركها زوجها وحيدة بعد أن وافاه الأجل وبقيت تصارع الحياة ... تشقى لسعادة ابنها ... وتكد تعمل من أجله ، وقد رفضت الزواج مرارا وكانت لابنها الأب والأم والصديق ، حتى أنها تنتظره عند الباب عند عودته من المدرسة ... وقد نشأ نشأة حسنة ، علمته وربته على الفضيلة فكان من أوائل الطلبة ... وحين أتم دراسته الثانوية أراد أن يكمل تعليمه في إحدى جامعات الدول العربية لكن الأم رفضت الفكرة لأنها لا تطيق الابتعاد عن ولدها الوحيد ، ولكن شغف الابن بالعلم جعله يقدم أوراقه ... وأتم إجراءات السفر دون علمها حتى كانت ليلة السفر حيث أخبرها بأنه قد حجز تذكرة إلا بغداد وأن موعد السفر غداً ... حزنت الأم ولكنها أخفت حزنها وفكرت في طريق تبقي فيها ولدها بجانبها ... وفي منتصف الليل أخفت الأم جواز سفره والتذكرة ... وفي الصباح ودع الابن والدته وانصرف ، وفي المطار منعه رجال الشرطة من المغادرة فتذكر أن أمه هي التي أخفت جواز سفره ، فرجع غاضبا ... ودخل غرفة نومه ونام ... كانت الأم تستمع بسرور إلى المذياع ، وهي تجهز طعام الغداء لعلمها أن ولدها لن يسافر وقد جلب انتباهها صوت المذياع وهو يقول : لقد سقطت الطائرة المتجهة إلى بغداد وتوفي جميع من فيها ، فرحت الأم وذهبت لتخبر ولدها بالقصة فوجدته فارق الحياة على فراشه ...![]()