بسم الله الرحمن الرحيم
(( و عادت الحياه ))
بقلم : أحمد
" وداعاً " ... نطقها كلاهما و انطلق كلٌ إلى وجهةٍ مختلفه , و لعلها كانت الكلمه المناسبه لإنهاء مثل هذا المشهد المضطرب من حياة " أحمد " .. ذلك الشاب الذى جاوز العشرين من عمره منذ أربع سنوات , و بعد أن أنهى دراسته بكلية الصيدله إتجه للعمل بإحدى شركات الأدويه , و هناك التقى بتلك الفتاة التى ظن فى وقتٍ ما أنه يكن لها بداخلهِ مشاعر ما تفوق مجرد الصداقه , و لكن الأيام كانت كفيله بتوضيح الأمور و إختبار حقيقة الشعور . و هنا خشى عليها أن يجور , فاختار الطريق الصعب و لعله الوحيد .. و أخبرها أنه تأكد أن تلك المشاعر لم تتجاوز الإعجاب و أنه يظن أنها لن تتجاوزه أبداً , و لكنه لم يعرف أسعيداً كان أم حزيناً حين أخبرته أن هذا هو ما تشعر به هى أيضاً ... و لكن مهما كان السبب فالنتيجه هى أن الستار بالفعل قد أُ سدل على تلك العلاقه التى لم يستطع أىٌ منهما وضع تسميه مناسبه لها منذ بدايتها و حتى آخر كلمه فيها ... كلمة الوداع .
و لكن الأمور ليست دائماً كما تبدو ... فذلك الشاب رغم أنه أبدى تحمله للموقف هذا .. و رباطة جأشه فيه و فى غيره من اللحظات العسيره و المؤلمه , إلا أنه كان دائماً ما يحس بذلك الألم فى داخله ... الألم الصامت الذى يداهمه من حينٍ لآخر . و لعله كان يسأل نفسه : هل سأظل هكذا للأبد ؟! ... أمضى وحدى فى طريقى .. و لن يشاركنى أحدٌ دربى .... نعم لم أكن أحبها , و لكن أين عساىَ سأجد حبى ؟! " ... ثم تغفو العين و يظل القلب ساهراً يتساءل : " هل ستظل تخدعنى هكذا و تغدر بى ... و متى سيأتى ذلك اليوم الذى ستنزع فيه ثوب الحزن عنى ؟! "
مرت الأيام ... و فى أحد الأيام أثناء عودة أحمد إلى منزله وجد هاتفه يرن , رد فى وهن : " نعم ؟! ماذا تريد يا ياسر " .. أجابه ياسر صديقه المقرب : " ألن تأتى اليوم معنا لحضور حفل زفاف صديقنا محمود ؟ " .. أجاب أحمد : " أنت تعلم أننى لا أحب أجواء الصخب تلك " , باغته ياسر : " بل قل انك لا تحب أجواء الفرح تلك و تهوى أن تترك نفسك دفين أحزانك و أفكارك اليائسه " ... رد أحمد : " لا تبدأ يا ياسر , لست فى حالٍ جيد .. إذهبوا أنتم و أنا سأبقى فى البيت أشاهد فيلماً أو أخلد إلى النوم حتى الصباح , فأنا لا أشعر برغبة فى فعل أى شيء " .. رد ياسر متنهداً : " لن تتغير أبداً .. سلام " .
عاد أحمد إلى المنزل ليجد مفاتيح منزله قد فقدت منه .. جن جنونه و ظل يصيح غاضباً : " ما هذا الحظ العثر .. لماذا كل شيء يسير عكسى اليوم ؟؟ .. تأخرت فى الاستيقاظ .. و ذهبت للعمل متأخراً .. ثم تحملت العجز الذى وجدوه فى عهدتى بالشركه بعد الجرد اليوم .. و ها هو الآن مفتاح الشقه يختفى ,.,,, لماذا كل هذا ... ماذا يحدث لى ؟؟؟؟؟؟ "
و بينما هو يندب حظه و يستشيط غضباً إذا بالهاتف يرن ... فأخرجه بحركةٍ عنيفه و قال بعنف : " من أنت ؟؟؟" .. رد : " انا ياسر .. لماذا تتحدث هكذا ؟؟" .. رد أحمد : " أتركنى فى حالى يا ياسر .. اليوم ليس يومى أبداً " .. رد ياسر : " لقد نسيت مفاتيحك معى عندما أخذتها منك لأفتح قفل المكتب صباحاً .. هل تود أن أمر عليك بعد حفل الزفاف أم ستأتى أنت كى تأخذها " .. هدأ أحمد قليلاً و رد بشيئ من التوتر و الغيظ : " حسناً .. أنا قادم " .. كانت كلماته مقتضبه و رسائله قصيره جداً فى ذلك اليوم .. فهو ليس فى حال تدعوه لأن يسترسل فى أى كلام أياً كان .
حينما وصل أحمد إلى حفل الزفاف كان التوتر و الإرهاق يبدوان عليه بشده .. دخل إلى الحفل بخطوات مضطربه بطيئه باحثاً عن صديقه ياسر .. و إذا به يتعثر بأحد الكراسى الموجوده بالصاله و كاد يقع على الأرض و لكن يداً رقيقه امتدت إليه و أعانته لينهض ... تلك اللمسة من يديها جعلت وجهه المحمر غضباً يزيد إحمراراً و لكن خجلاً تلك المره ... ثم قام و نظر إليها ليشكرها .. قال : " شك... " ,,, لم يكمل الكلمه .... لماذا ؟! .. " ستعرفون فى الحلقه القادمه إن شاء الله
"
To Be Continued