النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: متعه الفشل

  1. #1
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    36

    افتراضي متعه الفشل

    متعة الفشل .
    استمتع بالفشل ولا تكن فاشلاًً



    الاهداء :
    إلى الطامحين للنجاح

    مقدمة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه وعظمته ، والصلاة والسلام على خير رسله ، محمد المصطفى الأمين ، الذي قال : لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها .
    أما بعد :
    فقال الله تعالى : " إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم "
    جوانب التغيير متعددة بتعدد جوانب الحياة ، تغيير في الخلق ، تغيير في الدين من حيث صلاحه ، تغيير في طريقة الحياة نفسها ، تغيير في التعليم من حيث القصد والطريق إلى ما إلى ذلك من تغييرات من شأنها أن ترتقي بالمرء ديناً وخلقاً وتميرزاً وقيادةً وريادة ً .
    وما هذا العمل في قصدي ونيتي إلا جانب ـ والله أعلم ـ من قوله تعالى : " إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم " ، فالمواقف التي يتعرض لها المرء في حياته ربما تسهم في الحد من تطلعاته إذا ما أتت على غير ما توقعه وأراده الانسان ، فتظهر بوادر الفشل ؛ مما يجعل النفس محاطة بهالة من الأوهام ، فيتملكه الإحباط ، وتطبق عليه قبضة التشاؤم ، فيكون عبداً تحكمه ربقة الفشل ، ويجره الهوان إلى ما لا يليق بالانسان المتطلع إلى حياة أفضل . ولم يسبقنا الغرب إلا أنهم لم يجعلوا للفشل بينهم سبيلاً ، على العكس من ذلك ؛ فإنهم استغلوا الفشل في تحقيق نجاحاتهم التي يغمرونا بفضلها ، وما الفضل إلا من الله ، ولنا في ديننا الأسوة الحسنة في النجاح والتفوق والتمييز ، غير أن هذا الكتاب أخذ اتجاهاً آخر ، محاولاً قلب الفشل نجاحاً ، ليولِّد النجاح من رحم الفشل ، فهذه دعوة للفشل ، ومرحباً به إذا كان سيقودنا إلى النجاح وأفضل المراتب ويحقق لنا التغيير الذي نطمح إليه .



    دعوة إلى الفشل ...
    يتساءل بعض القراء ـ ربما ـ عن ما إذا كان للفشل متعة ما ، يمكن أن نتلمسها ، ونطلبها حيث كانت ، والرائي المتمحص ، يرى في الفشل متعة ليست بأقل قدراً من متعة النجاح ، إذ إن الفشل ما هو إلا خطوة في درب النجاح ، ومن لا يعرف الفشل لن يتعرف على النجاح ،لك أن تجعل الفشل سلماً ، ولك أن تجعل منه قمقماً تلجه ولن يكون لك منه مخرج ، ثم ما هو الفشل ؟ ما هو إلا عثرة ، ولا يستطيع الطفل النهوض والمشي دون سيلٍ من العثرات ، ولم نسمع أن أحداً لم يمشِ بسبب تعثره طفلاً ، ولنا أن نتخذ من أنفسنا مثالاً حياً ، الطفل يمتلك بالفطرة قوةً هائلةً من العزم والهمة العالية أكبر من كثيرٍ من الرجال ، فإذا كنا نتمتع بهذه القوة وهذا التحدي وهذه الهمة ونحن أطفال فلما نتخلى عنها حينما تكبر في أعيننا الأمنيات ، يأسرنا الفشل ، نغرق في بحره ، لا نستطيع فكاكاً من ربقته .
    مرحباً بالخطب يبلوني إذا
    كانت العلياء فــيه السببا
    فأهلاً بهذا الفشل اللذيذ ، هل تعلم أنه " بتقبلك الفشل " تستطيع أن تتمتع بكل لحظة فشلت بها ؟ ، لم نقل " بقبولك الفشل " لا فنحن لا نقبل الفشل ، بل نتقبله خطوةً على سبيل تجاوزه ، الفشل فاكهة النجاح .
    هل بالتعثر تقفل الدنيا شوارعها
    هل تغلق الأبواب ؟
    هل تمنع الفجر البلوج
    وتقطع الأسباب ؟
    هل إن فشلتم مرةًً
    حل الظلام أمامكم
    واظلمت الدنيا
    وصار نهاركم ليلاً
    وغم على العقول حجاب ؟

    (( أخذ أحمد بالبكاء ، أحاطت به سلاسل من القنوط ، وغمت عليه غشاوات الهموم عندما لم يستطع أن يتحصل على ما تحصل عليه زملاءه من ظفر بتخرجهم من إحدى الكليات ، تخلف عنهم وهم الذين رافقوه طيلة مسيرة العلم والتحصيل ، فأمام أحمد طريقان :
    الأول أن يستسلم لحالة الوهن النفسي ، ويتملكه الشعور بالذنب والإخفاق ، فلا يستطيع إلى تجاوز محنته سبيلاً .
    الثاني أن ينفض عن نفسه ما اعتراه ، ويتطلع إلى الآتي .
    الزمن الذي على أحمد أن يعوضه ليس بالقليل ، فهو ثلاثة سنوات دراسية ، في بادئ الأمر اختار الطريق الأول ، وتعامل مع فشله كأنه القدر الذي لا انفكاك منه ، تفاقم الأمر ، زاد البون بينه وبين زملائه ، غير توجهه ، استفاد من فشله ، ابتسم وعالج المشكلة بتروٍ وهدوءٍ ، وضع جدولاً لحل مشكلته بعد تجزئتها ، حقق أول نجاحٍ ، عوض بعض الوقت ، ازداد حماساً ، فلون هذا النجاح وجعله أكثر رونقاً ، أصبح يتلذذ بحل مشاكله ، ويتمتع بقلب الفشل نجاحاً ، زاد تفوقه في المواد الدراسية ، إذ زاد معدل نجاحه إلى أن تعدى معدل نجاح زملائه في نفس المواد ، تخرج أحمد بمعدلٍ عالٍ ، فكان من هيئة أعضاء التدريس أن يرشحوه ليكون معيداً بالكلية ، فكانت هذه أكبر قفزة له ؛ إذ بها عوض الفاقد من الزمن ، واجتاز زملاءه بسنة دراسية ، فأكمل دراساته العليا وهاهو يحاضر في نفس الكلية بعد أن شكر الفشل الذي تعرض له ، وكم كان الفشل لذيذاً وخاصةً الفشل المبكر . لأنه يتيح فرصة النجاح المبكر )) .

    بين النجاح والفشل في الموروث الشعبي .
    الخطأ يدل على أن المرء خطا خطوة إلى الصواب ، والفشل يدل على أن المرء خطا خطوة نحو النجاح ، والذي لم يخطئ فإنه لم يخط بخطوات نحو الصواب ، والأمر نفسه ، فالذي لم يفشل فإنه لم يقم بأي خطوة إلى النجاح ، وثمة مثل من الأمثال الشعبية يجلي الفكرة وهو :
    " أم الدلال لا تفرح ولا تحزن "
    والدلال هو الجبان الذي لا يمتلك روح الاقدام على أي أمر ، خوفاً وجزعاً ، ونقصاً للثقة والارادة القوية التي لا يصل المرء إلى لذة النجاح بدونها . فهذا الدلال لن يُدخِل على قلب أمه الفرح بدخوله معترك الحياة والنضال ومحك التفوق والتميز والقيادة ، وبتبوئه المكانة العالية المرموقة ، وبجنيه ثمار النجاح والتألق ، فهي لن ترى منه هذا ، وكذلك لن يدخل على قلب أمه الفزع والخوف من جراء مخاطرته في شتى مناحي التفوق ، والتألق والنجاح ، فلكل شيء ثمن .
    يقول الشاعر :
    إذا ما كنت في شرفٍ مروم
    فلا تقنع بما دون النجوم
    فطعم الموت في أمرٍ حقيرٍ
    كطعم الموت في أمرٍ عظيمِ

    النجاح :
    ربما لكي نتلذذ بالفشل نتعرف عن قرب على النجاح فما هو النجاح ؟
    لقد عرف النجاح بتعريفات كثيرة ومتنوعة بتنوع أفكار ومهارات واتجاهات من عرفها ، ومن هذه التعريفات تعريف "ونستون تشرشل"
    فيقول : النجاح هو القدرة على الانتقال من فشل إلى فشل دون أن تفقد حماسك ، ويعرفه آخر بقوله : النجاح أن تحقق ما تصبو إليه ، وآخر يقوله : النجاح أن لا يعيقك عائق عن هدفك ، وأياً كان التعريف فإن النجاح يظل حالة من الرضى يصل إليها المرء بعد جهدٍ وبعد تخطي عوائق الفشل ، فلن تصل إلى النجاح ما لم تأخذ الفشل طريقاً إلى ذاك النجاح .
    فلم هذا التشاؤم من ذكر الفشل ، غير أن " الفشل " غير " الفاشل " ،فنحن نتقبل الفشل ولا نرضى أن نكون " فاشلين " ، نفشل فنتخذ من فشلنا جناحاً للنجاح ، ولا نوصف بالفاشلين . فمن هو الفاشل ؟ ، وكيف يفكر الفاشل ؟ ، وما الفرق بينه وبين الناجح ؟

    فإذا فكر كل من الناجح والفاشل في مشكلةٍ ما فإن الناجح يفكر في الحل ، والفاشل يفكر في المشكلة ، لذا فإن الناجح لا تنضب أفكاره ، والفاشل لا تنضب أعذاره ، فيبرر لنفسه الخطأ ولا يشغل فكره بطرح الأفكار ، مما يبرز المعادلة التالية ، وهي : أن الناجح يساعد الآخرين ، والفاشل يتوقع المساعدة من الآخرين ، والناجح يرى حلا في كل مشكلة ، والفاشل يرى مشكلة في كل حل ، والناجح يقول : الحل صعب لكنه ممكن ، والفاشل يقول : الحل ممكن ولكنه صعب .
    وكيف يرى الانجاز كل من الناجح والفاشل ؟
    يعد الناجح الإنجاز التزاما يلبيه ، والفاشل لا يرى في الإنجاز أكثر من وعد يعطيه ، والناجح لديه أحلاما يحققها ، والفاشل لديه أوهام يلاحقها .
    وبين الألم والأمل رؤية لكل من صاحبينا " الناجح والفاشل " ، فالناجح يرى في العمل أمل ، والفاشل يرى في العمل ألم ؛ فينظر الناجح إلى المستقبل ويتطلع لما هو ممكن ،وينظر الفاشل إلى الماضي ويتطلع لما هو مستحيل .
    والناجح يناقش بقوة وبلغة لطيفة ، والفاشل يناقش بضعف وبلغة فظة ، ومن أكثر ما يميز الناجح عن الفاشل هوأن الناجح يصنع الأحداث ، والفاشل تصنعه الأحداث ، فيظل الناجح متمسكاً بالقيم والمبادىء ، ويتنازل عن الصغائر ، والفاشل يتشبث بالصغائر ويتنازل عن القيم والمبادىء

    الفشل جناح النجاح
    يستمد الناجحون تفوقهم من مراحل الفشل التي مروا بها ، فلو قرأنا قصص الناجحين في أي مجال من مجالات الحياة والابداع سنكتشف أمراً غريباً ، وهو : يكاد يكون لزاماً أن أي شخص مبدع ناجح متفوق متألق مخترع سياسي عالم في أي مجال نجده قد مر بسلسلة من الفشل في بداية مشواره ، لكنه لم يقف عند المرة الأولى أو الألف ، بل أكمل محاولاته ومشواره الابداعي أو النضالي أوالسياسي أو التجاري أو العلمي أو أي أمرٍ كان ؛ وصولاً إلى هدفه المرجو ، وغايته القصوى ، وأمله المنشود ، ومكانته المرموقة ، واكتشافه الرائع ، فالفارق بين الناجح والفاشل هو إن الفاشل توقف عن المحاولة شاعراً باليأس ؛ فتحطمت آماله ، وبلي جهده ، وضعفت همته ، وصار متكئاً على الاعذار والتبريرات ، متخلياً عما أناط به همته ، ناسياً قول الرسول الكريم : " لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها "

  2. #2
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    488

    افتراضي

    ماشاء الله موضوع غاية فى الروعة
    أنا أتشرف أن أكون أول من رد عليه مش لاقية كلام أعبر بيه عن مدى اعجابى بالموضوع
    بارك الله فيك يادكتور وجعلنا جميعا من الناجحين .

المواضيع المتشابهه

  1. الفصل الثالث .. القيمة والانسان
    بواسطة Dr. Baher في المنتدى الدكتور باهر أبو زاهر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 15-10-2009, 01:45 PM
  2. القيمة و الانسان ........ الفصل الثاني
    بواسطة Dr. Baher في المنتدى الدكتور باهر أبو زاهر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 13-10-2009, 09:39 PM
  3. مخلوق لا يعرف الفشل ( العقل)
    بواسطة dr_sho0osho0o في المنتدى المنتـدى العـام
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 11-03-2009, 04:34 PM
  4. جدول الفصل الدراسى الثانى
    بواسطة sunshinegirl في المنتدى الفرقة الاعدادية 2009
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 29-01-2009, 09:51 PM
  5. فارما-الفصل الدراسي الأول2007
    بواسطة هبة الله في المنتدى إمتحانات الفرقة الثـالثة .
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-11-2007, 01:01 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •