الخرطوم (رويترز) -
قال مسؤول سوداني حضر محاكمة المواطنة لبنى حسين إن المحكمة أدانتها يوم الاثنين في قضية ارتداء سروالفي قضية لقيت اهتماما عالميا لكن لم يصدر عليها حكم بالجلد.
وكانت المرأة قد اعتقلت في حفل في يوليو تموز الماضي مع 12 امرأة اخرى وكانت تواجه الحكم باربعين جلدة لارتدائها سروالا اعتبرته السلطات زيا غير محتشم. وأمرتها المحكمة بدفع غرامة 500 جنيه سوداني (209 دولارات) او السجن لمدة شهر.
واعتبرت قضية حسين اختبارا لقوانين الاحتشام الاسلامية السودانية التي تقول عنها كثير من السيدات الناشطات انها غامضة وتعطى لضباط الشرطة حقا ليس لهم بتحديد الازياء المقبولة للسيدات.
وقامت حسين الصحفية السابقة التي كانت تعمل لدى الامم المتحدة عند القبض عليها بنشر قضيتها وصورها وهي ترتدي سروالا واسعاودعت وسائل الاعلام الى تأييدها.
وفي اتصال هاتفي بعد الحكم قالت حسين انها سترفض دفع الغرامة وستدخل السجن.
وكان محامي الدفاع نبيل اديب قال في وقت سابق ان قانون الاحتشام فضفاض جدا لدرجة انه يتناقض مع حق حسين في محاكمة عادلة.
وقال ياسر عرمان المسؤول الحكومي الذي حضر المحاكمة وهو ايضا عضو بارز سابق في الحركة الشعبية لتحرير السودان انها ادينت "لكننا نعرف" انها ليست مذنبة وهذا انتهاك فاضح للدستور ولحقوق المرأةولاتفاق السلام.
وقالت حسين من قبل ان عشر نساء اخريات اعتقلن معها اقررن بالذنب وعوقبن بالجلد.
وقضايا عدم الاحتشام شائعة في السودان حيث توجد فجوة ثقافية كبيرة بين الشمال المسلم العربي وبين الجنوب المسيحي.
ودفعت القضايا عشرات النساء الى التجمع قرب المحكمة قبل صدور الحكم لتقديم الدعم لحسين.
وقالت حسين ان ملابسها وهي عبارة عن سروال اخضر واسع ارتدته ايضا عندما مثلت امام المحكمة لاول مرة محترمة ولا تنتهك القانون.
وقالت المتظاهرة سوسن حسن الشوايا لرويترز قبل صدور الحكم ان لبنى قدمت للنساء فرصة وانها شجاعة جدا وتعرضت الاف الفتيات للضرب منذ التسعينات وكانت لبنى هي الاولى التي لم تصمت.
واندلعت اشتباكات بالايدي في المظاهرة قبل الجلسة حتى بين النساء والاسلاميين الذين هتفوا بشعارات دينية وادانوا حسين ومؤيديها بوصفهن عاهرات وطالبوا بعقوبة شديدة ضد حسين.
وقامت شرطة مكافحة الشغب بسرعة باخلاء المكان وضرب بعض المتظاهرات بالهراوات. وتم احتجاز حوالي 40 من المتظاهرات.
وقالت حسين انها استقالت من وظيفتها في الامم المتحدة لتتخلى عن حصانتها القانونية وتواصل القضية لتثبت براءتها وتتحدى قانون الاحتشام.
وقال مسؤولون بالامم المتحدة ان المنظمة الدولية ابلغت السودان بان حسين لديها حصانة ضد الاجراءات القضائية لانها كانت موظفة دولية اثناء القبض عليها. لكن القضية مضت في طريقها بعد ان اشارت وزارة الخارجية السودانية على المحكمة بان حسين لاتتمتع بالحصانة.