اليوم تنزهت قليلا مع صديقاتى بعد انتهاء الدراسة ومررنا بالعديد من فاترينات الملابس والأحذية والإكسسوارات ؛صديقاتي يصرخن من جمال الموديلات شكل هذا الخاتم ولون هذا الحذاء،وأنا أضحك من سذاجة منظرنا في الطريق والناس يحدقون بنا فيدهشة ؛وسط ضحكاتيإذا بشيءيلفتنيإليهيجذبني لأنظر إليه عن قرب ....بالطبع هذا الشيء موجود فيفاترينة لكنها مختلفة تماما عن الأخريات فهيهادئة لا أمامها حشد من الناس ولا يصرخ أمامها احد: توجهت إليها ..لتقع عيناى على دفتر وردى اللون .....
نعم كل هذا الانتباه والاهتمام بدفتر وردى يحمل صورة لفتاة رقيقة لكنها مجرد صورة، أردتأن المسه كثيرا لكن حال بيني وبينه الزجاج ،فأسرعت أدخل هذا المكان وابحث عن هذا الدفتر الوردي............
حينما وجدته حملته فييدي وشممت رائحته ولمست صفحاته الملونة التي كل منها تحمل صورة شجرة أو نجمة أو أرنبا أو وردة والكثير من الصور الجميلة،لم أتردد واشتريت هذا الدفتر الوردي وخرجت في غاية السعادة وأنا أحمله في أحضاني، توقفت فجأة وشعرت كم أبدو سخيفة فأنا طالبة جامعية أحمل دفترا ورديا للأطفال ...لكن سرعان ما طردت الفكرة من رأسي فلا عيب في ذلك وطالما أنا أريده فلن يمنعني شيء .........
حينما عدت إلىمنزلي؛شعرت برغبة شديدة في النوم محتضنة هذا الدفتر بدلا من الوسادة كالمعتاد،إحساس غريب انتابني وأنا احتضن هذا الدفتروكأنه جزء منى لا أريد أن انفصل عنه احتضنه بشده ولا أريد لأحد غيري أن يلمسه ولم أتركه قط........
فكرت كثيرا في هذا الشعور الذييغمرني فأنا أولي هذا الدفتر اهتماما كبيرا غريبا فهو بالنسبةلي ليس مجرد دفتر عادى ..لذا أدركت ما الذي يحدث ..وقررت أنا أملا صفحاته بالكلمات.. ..بالإحساس.. برسالة أبعثها لشخص معين وحده هو الذي يستطيع حمل هذا الدفتر من بعدى ....فكانت أول كلمة اكتبها بسم الله الرحمن الرحيم.........
إلى من تاقت عيناى أن ترى ويدي أن تحمل وقلبي أن يشعر به..إلى قطعة من روحي ..بل أغلى من روحيإلى أجمل الم يمكن أن اشعر به بعد مرور تسعة أشهر إلىطفلي الحبيب:
لا اعرف ماذا اكتب لك أو كيف ستكون أول كلمات تقرأها لي لكنى أودأن أعرفكبنفسيأنا أمك ولكني مازلت صغيرة قليلا بسيطة شعري اسود قصير وعيناي بنيتان صغيرتان ...لست الأجمل لكنى أتمنى أن أكون كذلك في عينيك الصغيرتان ..لست الأذكى لكن الله منحنى بعضا منه يكفى لأن أحميك وأرعاك وأربيك خير تربية ...وأكون لك خير أم....منحنى قلبا أرجو أن يكون كبيرا كفاية ليضمك كما ضم الكثير من الناس والأهل والأصدقاء ...أنتظرك بفارغ الصبر وكل صفحة من هذا الدفتر تذكرني بك وأشتم فيها رائحتك الذكية الطيبة لتذكرني بكل ما هو نقى داخلي ..ولعلني مطمئنة تماما عليك فأنت في رعاية الله وملائكته ونعم الرعاية....فالله يرعاني من أجلك ويرعاك من أجلى لذا حتى يجمعنا الله معا .....سأراسلك دااااااائما.........
أمك المحبة
أنهيت رسالتي أغلقت دفتري ومنحت صغيري قبلة رقيقة ثم حملته بين ذراعي فقد حان موعد النوم وعلى صغيري أن يسدل جفنيه وينام ليسافر لأرض الأحلام ...رقدت بجانبه وتمنيت له أحلاما سعيدة.،أدركت الآن ما يميز هذا الدفتر الوردي أنى أرى صغيري في كل صفحة من صفحاته ..... فكل كلمة اكتبها في كل صفحه ليست إلا لحظة عاشها صغيري تارة يضحك وأخرى يبكى....يركض هنا ويقع هناك.....لن أدع لحظه يتنفس فيها صغيري تمضىدون أن أحفرها بين ثنايا الصفحات حتى تزدحم وتتكدس الصفحات وتتراكم الكلمات فوق بعضها فتصبح كالأحجية غير مفهومة لكن تفوح بعبيرها ،عبير كل لحظة ترويها....،لذا لعل كل امرأة تحظى يوما بما حظيت به... لعلها تعثريوما على الدفتر الوردي .......
دا موضوع جديد انا كتبته يارب يعجبكم وخاصة انى بقالى عمر مدخلتش ولا كتبت جديد وربنا يستىر ويبقى موضوع حلو وفيه فكرة![]()
![]()