... صافِرةُ الوطن ...
![]()
لي في عيونِكِ دمعةٌ
ومغامرة
وطفولةٌ نيليةٌ
ومشاجرة
وبذورُ أحلامٍ
تُقِرُّ فروعُها بجناحٍ عصفورٍ
يسابقُ طائرة
لي أن أسيرَ وراءَ ظلِّكِ
آمِلاً كجميعِ مَن ساروا
وراءَ مظاهرة
كجميعِ مَن هتفوا لفوزِ بلادِهم
وقد استدارَ الكلُّ حولَ الساحرة
يا حرةَ الأزمانِ
كيفَ لشاعرٍ ألاّ يراكِ اليومَ
أصدقَ شاعرة
هوَ قد رآكِ صغيرةً
كفراشةٍ طارت
إلى كلِّ المدارسِ شاطرة
ورآكِ في العشرينَ
ثم رآكِ في حفلِ الزفافِ
شموسَ حبٍّ آسرة
يا مَن اذا ابتسمَت
أتوهُ بفرحةٍ
ويُهَزُّ في عينَيَّ برجُ القاهرة
إني لمحتُكِ في عيونِ مسافرٍ
مازالَ تصفعُهُ بقايا الذاكرة
وهناكَ في المقهى
رأيتُكِ دائِماً
تتناولينَ الشاىَ عندَ العاشرة
أنتِ التآلفُ بينَ نردَيْ لاعبٍ
وصراخُنا بالفوزِ
عندَ الصافرة
أهوى ازدِحامَكِ
والوجوهُ بسيطةٌ
فأظلُّ أقرأُ في عيونِ عباقِرة
قد علموا الأيامَ عندَ بكائها
أنَّ السعادةَ
في الدموعِ الطاهرة
يا مصرُ فلسفةً
ومصرُ حكايةً
لكِ نكهةٌ دونَ البقيةِ
نادرة
مازلتُ أخشى من وداعِكِ طعنةً
فأسيرُ وحدي
للحياةِ الاخرة