هذه الاجزاء التي تم تقطيعها
استخدمت الشرطة اليونانية اليوم الغاز المسيل للدموع أثناء اشتباكات مع مئات المهاجرين المسلمين الذين خرجوا إلى شوارع أثينا للاحتجاج على أنباء أن ضابطا في الشرطة مزق نسخة من المصحف خلال عملية تفتيش روتينية في اليوم السابق.
وقالت الشرطة أن نحو 1500 شخص خرجوا في تظاهرة في منطقة كايبسيلي التي تسكنها الطبقة العاملة باتجاه ساحة امونيا في وسط المدينة حيث وقعت شجارات بينهم وبين رجال الشرطة مما دفعهم إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع.

وذكر المتظاهرون أنه أمس وعندما أوقفت الشرطة أربعة مهاجرين سوريين للتحقق من أوراقهم، قام احد الضباط بتمزيق نسخة من المصحف وداس عليها.
وبعد انتشار النبأ، نظمت الجالية المسلمة في المنطقة والمؤلفة غالبيتها من أفغان وباكستانيين، بتنظيم الاحتجاج اليوم. ولم تعلق الشرطة حتى الآن على الحادث الذي قيل انه وقع الأربعاء.
وتواجه اليونان تدفقا يوميا من المهاجرين من أسيا عبر تركيا يحاول العديد منهم الوصول إلى أوروبا الغربية.
وتظهر أرقام وزارة الداخلية لعام 2008 انه جرى اعتقال 146337 مهاجرا غير شرعي في اليونان وصل 57 ألف منهم من تركيا.
ويعيش في اليونان حاليا نحو 250 ألف مهاجر غير شرعي معظمهم من الألبان
نددت الجاليات المسلمة والعربية في اليونان مع منظمات مناهضة العنصرية بإقدام شرطي يوناني بتمزيق وتدنيس المصحف الشريف, معتبرة أن ما حدث يعد خطوة خطيرة في طريق انتهاك حقوق المسلمين والأجانب في أثينا.
وتجمع متظاهرون معظمهم من الجاليات الآسيوية والعربية في أكثر من ميدان من ميادين أثينا ثم انطلقوا في وقت واحد ليلتقوا قرب مركز الشرطة الذي تتبع له المنطقة التي تم فيها تدنيس القرآن الكريم وحصلت مشادة بينهم وبين رجال الشرطة المتجمعين أمام المركز، فألقت الشرطة قنابل الغاز على المحتجين.
وردد المتظاهرون وسط أثينا هتافات تندد بموقف الشرطي الذي مزق المصحف الشريف الذي كان بحوزة شاب عربي في أثينا. كما نددوا بموقف الشرطة التي قالوا إنها لم تظهر أي موقف جدي حيال الموضوع.
وفي نهاية المظاهرة توقف الشبان المحتجون في ميدان أومونيا الرئيس ومنعوا السيارات من المرور بعض الوقت وأدوا صلاة العصر في الساحة لإظهار تمسكهم بالدين الإسلامي واحترامهم لشعائره, وحطم شباب غاضبون واجهات لمحلات تجارية إثر إلقاء الشرطة القنابل المدمعة عليهم.
وعبر متظاهرون للجزيرة نت عن تخوف من أن يكون الحادث بداية حملة منظمة من التعديات على المقدسات الإسلامية, وربطوا التطورات الأخيرة بدخول اليمين المتطرف بشكل أكبر في مجالات السياسة اليونانية.
وروى الشاب الذي تعرض للحادثة على يد رجل الشرطة اليوناني للجزيرة نت ما جرى، فقال إنه كان مساء أول أمس في إحدى ساحات أثينا برفقة قريبتين له محجبتين فحضرت إلى المكان دورية راجلة للشرطة، وطلبت منه أحد أفراد الدورية إبراز أوراقه الشخصية، ثم قام بتفتيشه وطلب منه خلع حذائه، وأثناء ذلك عثر على مصحف صغير الحجم داخل ثيابه ورغم سؤاله عنه وشرح الشاب له كون الكتاب هو القرآن الكريم فقد قام الشرطي بتمزيق أوراق من المصحف ثم رماه أرضا وداسه بقدميه.
ويضيف الشاب الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن الشرطي وزملاءه انسحبوا بعد ذلك دون إظهار أي اعتذار أو أسف على الإهانة، وقال مسؤول قسم الشرطة للمسلمين الذين جاؤوا يستوضحون منه عن الحادثة إنه سيقوم بالتحقيق في الموضوع خلال الأيام القادمة.
//